رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حاربته 3 مرات.. السرطان ينتصر على الطفلة تسنيم: خوديني في حضنك يا ماما

كتب: آية المليجى -

08:59 م | الأحد 01 أغسطس 2021

الطفلة تسنيم ضحية السرطان

مرض خبيث لا يرحم صغيرًا أو كبيرًا يسكن الجسد ويضعف قواه ويحرمه من متاع الحياة، يدخل في دوامة لمحاربته إما البقاء أو الهزيمة، يحصد روحا معذبة بآلامه في دفتره الأليم، الذي سجل الطفلة «تسنيم» ذات الثمانية أعوام، ضحية جديدة ظلت تحاربه بنوعين مختلفين 3 مرات متتالية، لترحل وتترك آلام الفراق تنخر في قلب أسرتها.

كان عمرها لا يتعدى العامين، حين تسارعت علامات المرض الخبيث في الظهور على جسد الطفلة «تسنيم» الضئيل، وقتها كانت تطفئ شمعة عيد ميلادها فرحة وسط أسرتها المكونة من والديها وشقيقتيها الأكبر، لكن الآلام ظلت تنخر بجسدها، فالدماء سالت وبطنها انتفخت بشكل مقلق.

جولة «كعب داير» قطعتها الأم مديحة كامل، برفقة زوجها لمعرفة ما أصاب صغيرتهما، دون إجابة محددة، حتى اقترح عليها أحد الأطباء زيارة معهد الأورام، مجموعة متعاقبة من الإشاعات والتحاليل حتى جاء اليقين المرعب، فالصغيرة صاحبة العامين أصبحت من محاربي السرطان بنوعين مختلفين سرطان الدم والنخاع.

«لما كنت بشوف أطفال السرطان في التليفزيون كنت بعيط، متخيلتش بنتي تبقى كمان عندها كانسر» جملة مقتضبة وصفت بها الأم الثلاثينية الصدمة التي عاشتها بسبب مرض ابنتها الخبيث، لتبدأ معها رحلة العلاج، محملة بآمال الشفاء وتخللتها قوة جبارة لمساندة صغيرتها التي تلقت أصعب أنواع العلاج الكيماوي.

قضت «تسنيم» أشهر من طفولتها بين أرجاء معهد الأورام، وسط دعم من أسرتها في محاولات مستمرة للتخفيف من آلام العلاج الكيماوي «كنت مقضية الوقت كله معها في اللعب كأني طفلة معها بالظبط»، انتهت الصغيرة من رحلة العلاج الأولى، لتعاود الفرحة من جديد للأسرة الصغيرة.

تنفست الصغيرة الحياة وكأنها ولدت من جديد، ظنت «مديحة» أن الدنيا تبسمت لها وأنها استفاقت من الكابوس المزعج، لكن الفرحة لم تدم طويلًا، لتعاود الآلام ذاتها في جسد الصغيرة، ظنت الأم أن الأمر لم يكن مثلما كان، لكنها الحقيقة المزعجة، فالمرض الخبيث فاجأ «تسنيم» للمرة الثانية.

«أنا مش قادرة يا ماما» ما زالت «مديحة» تتذكر أوجاع صغيرتها التي عبرت عنها بكلمات قليلة، خلال رجلة علاجها الثانية، تقابلها بمزيد من اللعب والشقاوة لتنسيها الآلام «إخواتها كانوا بيلعبوا معها وكنا نجبلها حاجات حلوة، أي حاجة عشان نلهيها عن الوجع».

عادت الأم لدوامة الوجع واللف بين المستشفى والمنزل مرة ثانية، حتى تجسدت رحمة الله وتعافت «تسنيم» من المرض الخبيث، الذي لم يلبث وزارها للمرة الثالثة، وقتها تزايد الشعور لدى الأم الثلاثينية أن هذه المرة لن تتعافى طفلتها «كنت حاسة إنها خلاص هتروح مني، حاربته 3 مرات».

ما زاد من شعور الأم الثلاثينية هو أحاديث الأطباء الذين أخبروها أنه لا فائدة من العلاج «قالولي استعوضي ربنا» لكن الإصرار ملأ قلبها وظلت تقاوم مع طفلتها آلام المرض وسط محاولات لرسم الضحكة من جديد على وجهها «كنت لازم أخليها تلعب مكنتش بخليها تنام تعبانة».

ما بين زيارة المسشفى يوميًا والعودة للمنزل، قضت «مديحة» برفقة صغيرتها الأشهر الأخيرة «كانت كل يوم تروح المعهد تاخد نوع من الكيماوي خفيف»، حتى جاءت الليلة الأخيرة في حياة الطفلة، صاحبة الـ8 أعوام، منذ قرابة الأسبوعين.

ما زالت «مديحة» تتذكر وجه صغيرتها حين استيقظت من النوم في السادسة صباحًا ترغب في تناول المياه الباردة، وقتها بدأ وجهها يميل للشحوب وظلت تتمتم بكلمات غير مفهومة، لكن جملة واحدة رددتها لوالدتها «كانت آخر حاجة بتقولهالي ماما خودينى في حضنك»، وقتها شعرت الأم أن روح طفلتها تتصاعد أمام أعينها، وما هي إلا دقائق حتى وقع الأمر المفزع، رحلت الصغيرة وبقيت آلام الفراق تنخر في قلب والدتها وأسرتها حزنًا على رحيلها «لسة بمسك كل يوم صورتها وبكلمها».