رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

ماما

معاناة «ممرضة عزل» مع خطر العدوى ورعاية ابنتها طالبة الثانوية العامة: بدعمها بالتليفون

كتب: سمر صالح -

02:12 م | السبت 10 يوليو 2021

هبة وابنتها ميادة

في نهايات مايو الماضي وبينما اعتمدت الوزارة جدول الامتحانات، حولت «نيرة إبراهيم» غرفتها إلى معسكر مغلق ممتلئ بالكتب والأوراق المتناثرة يمينًا ويسارًا في كل جانب، استعدادًا لانطلاق ماراثون الثانوية العامة، حيث بدأ العد التنازلي للتجربة التي تفصلها خطوات قليلة عن حلم«البالطو الأبيض» والالتحاق بكلية الطب وعزمت النية على أن تسعد والديها، خاصة والدتها التي تحارب فيروس كورونا منذ مارس من العام الماضي بين صفوف الجيش الأبيض.

«هبة الشحات» وكيلة تمريض مستشفى قها للعزل في القليوبية

لم يخطر على بال الأم «هبة الشحات» وكيلة التمريض بمستشفى قها للعزل بالقليوبية، أن امتحانات الثانوية العامة التي كانت تجهز العُدة لها قبل عام كامل، لرعاية ابنتها الكبرى ومتابعة مذاكرتها ستتحول إلى عبء نفسي وجسدي مضاعف لها بهذا الشكل، تقول الأم التي سبق صوت التنهيدة حديثها لـ«الوطن»، «من أول أزمة كورونا وأنا مشتتة بين رعاية بيتي وولادي ومسؤوليتي في المستشفى» مع شعورها الدائم بالتقصير نحو ابنتها في تلك المرحلة التعليمية الهامة، بحسب وصفها.

العمل في العزل على مدار اليوم 

العمل في مستشفيات العزل على مدار 24 ساعة متواصلة، كانت الأم «هبة» على استعداد دائم لاستقبال أي حالة جديدة في أي لحظة، تغمض عينيها خلسة لتخطف وقتا قليلا من اليوم لراحتها، وتستغل دقائق في منتصف النهار لسماع صوت أبناءها الثلاثة الذين اضطرت إلى تركهما لوالدهما، «كنت بغيب عليهم كتير أغلب وقتي بقضيه في المستشفى خصوصا في بداية الأزمة»، وما أن اقتربت امتحانات الثانوية العامة حتى انقلبت الدنيا رأسًَا على عقب، وباتت الأم محاصرة بين رُحى الخوف بعد ثبوت إصابتها بفيروس كورونا في يونيو الماضي ومواجهة رهبة الثانوية العامة وخوفها على ابنتها، «كانت فترة صعبة لما تعبت وجالي كورونا وممنوعة إني أكون جنبها قبل الامتحانات».

إصابة الأم بفيروس كورونا يحرمها من متابعة ابنتها طالبة الثانوية العامة

لم يكن أمام طالب الشعبة العلمية، إلا الصمود وإظهار القوة أمام والديها رغم العبء النفسي الواقع عليها من استعدادات امتحانات الثانوية العامة، تسترق من وقتها الممتلئ بالمهام الكثيرة وحصص المراجعات اليومية عبر الإنترنت مع مُعلميها، دقائق لتطمئن على والدتها المعزولة في غرفة آخرى، تتواصل معها عبر الإنترنت تارة وتقف لمحادثتها من خلف باب الغرفة تارة أخرى بعد أن ترتدي الكمامة.

التواصل عبر الهاتف أو من خلف الباب 

بدعم من الأب ومساندة معنوية، تجاوزت الأم فترة الإصابة بفيروس كورونا بسلام، وعادت لتدعم ابنتها قبل أيام من انطلاق ماراثون الثانوية العامة،«طول الوقت بشجعها وأقويها لما تتعب وتحس بالخوف» حتى وإن انشغلت في عملها طوال اليوم تتابعها بمكالمات هاتفية تمحو أثر الخوف والارتباك من نفسها، بحسب قول الأم.

جاءت ليلة الامتحان وتحولت الشقة إلى معسكر مغلق، حيث أغلقت الأم هاتفها بضع ساعات حتى لا تنشغل عن ابنتها في تلك الليلة العصيبة، وكثفت جرعات الدعم النفسي لها: «طول الوقت بطمنها إنه امتحان وهيعدي».