رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

شكرها «القومي للمرأة».. الدكتورة هناء تحافظ على هواية الطفولة في السبعين بفن الـ«كويلت»

كتب: عبدالله مجدي -

10:26 م | السبت 19 يونيو 2021

الدكتورة هناء عبدالرحمن

تجلس في منزلها في الركن المفضل لها، تحيطها الأقمشة بمختلف ألوانها وأشكالها، تمسك بأدواتها وتدمج الأقمشة مختلفة الألوان، بهدف الخروج بشكل نهائي جذاب تسر ألوانه الناظرين، ويستفيدون أيضا من استخدامه، لتظل السيدة العجوز تعمل في حماس شديد رغم تخطيها سن السبعين، وبعد تاريخ طبي حافل، حيث كانت تعمل استشاري أشعة تشخيصية، فهي تحقق شغف الهواية التي رافقتها لأعوام طويلة، في التطريز والتفصيل، او ما يعرف بفن الـ«كويلت»، وذلك قبل أن يقدم المجلس القومي للمرأة شكره لها واصفا مسيرتها بـ«رحلة النجاح». 

إنها الدكتورة هناء عبد الرحمن، التي تخطت سن السبعين عاما، ولكنها ما زالت تحمل في قلبها وروحها الحماس والإرادة ذاتها حين كانت في العشرينيات من عمرها، فلم تستسلم لبلوغها سن المعاش بعدما خاضت مسيرة طويلة في مهنة الطب حققت فيها نجاحات كبيرة، لتقرر التفرغ لهواية الطفولة، التي لازمتها طوال عمرها، وهي «كويلت» أو «اللحاف»، الذي يشبه ما كان يقوم به المنجد قديما من تبطين المفروشات، ولكنها تستخدم ألوانا زاهية تجذب الأنظار إليها، ولم تقتصر في مسيرتها على العمل فقط، وإنما عملت على تعليم الآخرين أيضا ذلك الفن الجديد.

ومنذ طفولتها وهي تهوى التطريز والتفصيل، حيث تجلس بجانب والدتها تتعلم منها فنون الحياكة، لتتعلق بتلك الهواية منذ اللحظة الأولى، وتقرر تجربتها، مرة تلو الأخرى، لتواظب عليها باستمرار وتكون وسيلتها في شغل وقت الفراغ، وبعدما نجحت في الالتحاق بكلية الطب، وتخرجت منها لم تنسَ، استشاري الأشعة التشخيصية، هوايتها المفضلة «بعدما تخرجت في كلية الطب، اتعلمت الخياطة عشان أعمل حاجات لنفسي، الهواية بتنظم الوقت من مش بتضيّعه، وأنا كان لي مزاج إني أجيب القماشات وأخيطها في بعضها».

صدفة كانت سببا في معرفتها بفن الـ«كويلت Quilt»

الصدفة كانت نقطة تحول في حياة الدكتورة «هناء»، مع هواية التفصيل، ففي إحدي رحلاتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، شاهدت أن هواياتها في حياكة قطع الأقمشة تمارس هناك بشكل أكثر توسعا في فن يعرف باسم «كويلت Quilt»، ورغم انشغالها بتربية أبنائها، إلا أن الأعمال التي شاهدتها ظلت في خاطرها، «أولادي كبروا وبقى عندي وقت أطول، فدخلت كورسات عشان أتعلم الفن ده، وقتها كان عندي تقريبا 45 سنة بس كان عندي شغف إني أتعلم نوعية الفن ده، الدراسة بجدية مهمة لأي هواية».

مرت الأعوام وأصبحت استشاري الأشعة أكثر تمكنا من هوايتها، وبعدما بلغت سن المعاش، خاضت أول تجربة في حياتها وهي الاشتراك في أحد المعارض ببعض المنتجات التي كانت تطرزها في مشغلها الذي خصصت له جزءًا من منزلها، «المشاركة كانت بتشجيع من صديقة، وبدأت مع معرض ديارنا، من أول مرة وأنا سعيدة بالتجربة وكررت بعد كدة».

ومن خلال مشاركتها بالمعرض، كونت صداقات مع السيدات المكافحات اللآتي يعرضن منتجاتهن، وكانت تساعدهن بتعليمهن تقنيات الحرفة لتصبح منتجاتهن أكثر إتقانا وجاذبية، وتعلمت منهن مهارات البيع والتسويق وغيرها.

النموذج الذي قدمته الطبيبة السبعينية من الطموح والرغبة في العمل والمساهمة في تعليم وتطوير الأخرين؛ دفع المجلس القومي للمرأة، إلى تقديم الشكر لها عبر صفحته الرسمية على «فيس بوك»، ووصف حكاياتها بـ«قصة النجاح لرائدة أعمال».