رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

رغم الصيام والطقس الحار.. سيدات يواجهن البطالة بـ«عربيات أكل» في الشارع

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر -

06:44 ص | الثلاثاء 11 مايو 2021

فاطمة

مع زيادة درجات الحرارة يسعى الجميع إلى الاختباء من أشعة الشمس القاسية التي لا يمكن تحملها خاصة في شهر رمضان، بسبب فقد الجسم الكثير من العناصر خلال فترة الصيام، لكن فاطمة مصطفى، تلك الأم الخمسينية، تجلس في الشارع عند اقتراب أذان المغرب، لتقوم بـ«تقشير» البطاطس، تمهيداً لتحميرها في الزيت.

بالطبع الأمر ليس سهلاً عليها، فالوقوف أمام قدح الزيت مهمة شاقة في ظل موجة الطقس الحارة التى تتعرّض لها البلاد، لكنها تعلم جيداً أنه لا بد لها من العمل، حتى لو كان شاقاً، كي توفر نفقات أسرتها بعدما تمكنت من تجهيز بناتها، ولم يتبقَّ معها سوى فتاة واحدة.

تقول «فاطمة»: «نفسى أفرح بيها وأوصلها لبر الأمان، أنا باشتغل بقالى سنين في البطاطس، باقف في شبرا أبيع للناس قبل الفطار، وليّا زباين من كل مكان بيجوا مخصوص علشاني، وراضية بنصيبي وعايشة».

منذ عدة سنوات تعمل مي خالد، من محافظة الجيرة على عربية أكل، على الرغم من كونها تخرجت من كلية الآداب قسم التاريخ، إلا أنها قررت أن تعمل دون النظر إلى طبيعة هذا العمل، فقط تهدف إلى الحصول على تلك الأموال التي يمكن من خلالها أن تضمن أن يمر يومها بشكل طبيعي دون أزمات مالية: «بقف في الشارع ببيع باتيه علشان أقدر أصرف على نفسي، وبحلم يبقى عندي محل أبيع فيه بدل واقفة الشارع بالشكل ده». 

تركها والدها وهي صغيرة فقررت أن تدعم طفلها وهي كبيرة 

لم تختلف قصة نورة عاطف، 32 سنة، من منطقة فيصل، كثيراً عن قصة كفاح «فاطمة»، حيث قررت هي الأخرى أن تتحدى ما حل بها من أزمات وتقف على أرض ثابتة غير متأثرة بشيء، ولجأت إلى «عربية» متنقلة لبيع المشروبات للمارة، رغبة منها فى توفير حياة كريمة لصغيرها: «أبويا سابني وأنا في إعدادي، وانفصل عن أمي وماعرفش عنه حاجة لحد دلوقتي، والظروف بقت صعبة بعد موت أمي، علشان كده قررت أنزل أشتغل من وأنا في تانية ثانوي، كنت باروح مطاعم ومحلات أقف فيها، واتعلمت أعمل كذا نوع عصير، وكنت عايشة مع خالتى، لحد ما اتجوزت».

لم تدم حياة «نورا» مع زوجها، وانفصلت عنه بعد 7 سنوات زواج، لتكون النهاية مع بداية عام 2012، وهنا علمت الأم جيداً أن عليها الاهتمام بطفلها وتربيته جيداً حتى يكون لها عونًا في المستقبل: «اشتغلت في كذا شركة، لحد ما اتجوزت واحد أكبر مني بـ32 سنة، قلت مش مشكلة أهو يسترني، لكن انفصلنا بعد 7 سنين جواز، وتحديداً فى 2019».

قرّرت «نورا» أن تقف على «عربية» مشروبات وتتجول بها فى الشوارع حتى تتمكن من الإنفاق على طفلها الذى يبلغ من العمر الآن 14 عاماً، وكل ما تحلم به أن يصبح هذا الفتى طبيباً يوماً ما: «باتعب علشانه، وباشتغل 15 ساعة علشان أوفر له كل حاجة هو محتاجها، ونفسى يبقى أحسن واحد فى الدنيا».

طبيعة تلك الأعمال في الصيام صعبة للغاية لأنها تتطلب طاقة كبيرة تُبذل أثناء الصيام ولكن «نورا» تواجه ذلك الأمر بارتداء قبعة على رأسها أثناء العمل: «الحر لا يُطاق، لكن أكل عيشنا، هنعمل إيه، باقف أبيع للناس مشروبات فريش علشان الفطار».