كتب: آية أشرف -
11:05 ص | الإثنين 10 مايو 2021
الاغتصاب الزوجي، تسبب في حالة من الجدل الواسع بسبب الحلقة 26 من مسلسل لعبة نيوتن، بعدما أقدم محمد فراج «مؤنس» بالتعدي على منى زكي «هنا» غصبا، لأخذ حقه الشرعي، في إطار أحداث العمل، لتقف العديد من الصفحات النسوية الخاصة بدعم حقوق المرأة، رافضة هذا التصرف، مشيرة إلى جُرم الاغتصاب الزوجي، الذي يحدث للعديد من الزوجات على يد أزواجهن، الذين يعتقدون أنه حقهم الشرعي.
والاغتصاب الزوجي، هو العنف الممارس ضد الزوجة من الشريك، وما يترتب عليه من تشوهات نفسية تترك آثارها على المدى البعيد على سلوك المرأة، وفقًا لما ذكرته منظمة الأمم المتحدة.
وبحسب المنظمة، يتسبب الاغتصاب الزوجي في ضرر جسدي وجنسي ونفسي، ويشمل الاعتداء الجسدي، والعلاقات الجنسية القسرية، والإيذاء النفسي، وسلوكيات السيطرة، كما أنه يصيب المرأة بالاكتئاب والإجهاد والقلق.
يعد الاغتصاب الزوجي، من القضايا المعاصرة، التي لم يهملها الدين الإسلامي، في تسليط الضوء عليها.
«إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح» رواه مسلم، حديث شريف استند عليه بعض الدعاة ورجال الدين لتبرير الأمر، إلا أن اتفق تفسيره باختلاف العلماء.
كان الشيخ أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أكد أن استناد البعض لهذا التفسير خاطئ، قائلًا: «الرسول أراد بهذا الحديث أن المرأة التي لا توجد لديها موانع، سواء كانت نفسية أو جسدية أو فسيولوجية».
وفي هذا الصدد، أكدت الدكتورة آمنة نصير أنه على الزوجة أن «تروض» سلوك زوجها غير اللائق، خاصة لو كانت حريصة على استمرارية الحياة الزوجية وبقاء البيت مفتوحا.
وأضافت لـ«هن» أنه لا مانع من أنها تتمنع عنه وتبدي غضبها ورفضها له ولتلك المعاملة، وعليها أن تمنع عنه المحبة والحنان إذا استمر في تعنيفه لها، وأن تظهر أنه لا مكان لضرب أو عنف بينهما في الحياة الزوجية.
وعلى الجانب الآخر، وجد البعض من رجال الدين، أن الأمر حق أصيل للرجل، ولا يوجد ما يسمى بالاغتصاب الزوجي، وعلى رأسهم الشيخ شوقي عبداللطيف، وكيل وزارة الأوقاف السابق، مع الشيخ يسري عزام إمام وخطيب وزارة الأوقاف ومقدم برنامج «المسلمون يتسائلون»، خلال مناقشتهم لمصطلح «الاغتصاب الزوجي»، حيث أكدا أنه ليس من الإسلام، وإنما مصطلح غربي لا يجب الاعتداد به في المجتمعات المسلمة العربية، وأوضحا أن الزوج لو طلب زوجته وهي «على ظهر بعير»، عليها أن تلبي طلب زوجها، ولا يعتبره الإسلام اغتصابا.
كما أكد الشيخ يسري عزام، أنه لا يوجد في الإسلام ما يسمى بـ«الاغتصاب الزوجي»، والعكس هو الصحيح، فإن الزوجة المطيعة مكانها الجنة وفق ما ذكر في الحديث النبوي، «إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت».
وأضاف: «وإذا كانت الزوجة متضررة من معاملة زوجها لها من تعنيف أو ضرب عليها أن تطلب الطلاق».