كتب: غادة شعبان -
02:21 م | الأحد 25 أبريل 2021
قضت نحو 3 أعوام داخل مصر، عاشت الأجواء والطقوس الرمضانية كواحدة من المسلمين، تنتظر أذان المغرب وتستمتع بصوت مدفع الإفطار، وأصوات الشيوخ داخل المساجد، والروائح العطرة والنفحات في الحسين والمعز، التي اعتادت الذهاب إليها، لتكون الصينية «فيحاء وانغ»، والتي تتحدث اللغة العربية الفصحى بطلاقة وقليلًا من اللهجة المصرية، واحدة ممن أثارت الشعائر والأجواء الرمضانية الشغف رغم كونها ليست مسلمة.
«قررت الصيام ليوم كامل مثل المسلمين»، تجربة ربما أرادت الاستمتاع بها الصينية «فيحاء وانغ»، والتي اعتبرتها بمثابة تحدٍ لذاتها، وروت كواليس تلك التجربة والطقوس التي اعتادت عليها خلال شهر رمضان الكريم أثناء تواجدها في مصر وعقب عودتها لبلدها الأم «الصين»، خلال حديثها لـ«الوطن»، قائلة: «ليست لدي ديانة، وأعرف لا إله الا الله محمد رسول الله، تعلمت اللغة العربية لغة القرآن الكريم، قرأت بعض آياته، ولمس بداخلي شعور غريب، كالمحبة والاحترام».
وعن تجربة الصيام للمرة الأولى، قالت «فيحاء»: «صُمت يومًا بأكمله دون طعام أو شراب، الصيام صعب لكن يعزز الصبر ويساعد على تطهير الروح، إذ لدي رغبة كبيرة في فهم الإسلام والمسلمين جيًدا، فقد عشت في مصر 3 سنوات وشاركت أصدقائي بالطقوس الرمضانية، فضلًا عن زيارتي للأماكن الدينية كالمعز والحسين والعديد من المساجد، فلن أنسى اللافتات والفوانيس الملونة الجميلة التي تضيئ الشوارع في كل مكان والابتسامات الدافئة على وجوه الجميع، لا شك أنه سيكون تحديًا كبيرًا وتجربة فريدة في حياتي».
اقرأ أيضًا:«آيبري» مدونة كورية تصوم رمضان لأول مرة بعد إسلامها: شيئا ما لمس قلبي
شاركت «فيحاء» في العديد من الأعمال الخيرية بجانب بعض أصدقائها المسلمين:«قمت بالمشاركة في الأعمال الخيرية، بإهداء البعض الزيوت ووزعت الأطعمة على المحتاجين، وكرتونة رمضان ولن أنسى عندما سقطت مسنة في الشارع، تجمع الشباب حولها لتقديم المساعدة وهو الأمر الذي لمس بداخلي مشاعرالرحمة والعطاء داخل الشعب المصري».
وعن كيفية قضاء رمضان في الصين، قالت «فيحاء»: «يجتمع المسلمون في أنحاء الصين بما فيها شينجيانغ في المساجد لأداء الصلاة، وتوفر المساجد لهم الشاي والخبز والفواكة مثل البطيخ وغيرها من الأطعمة بعد الإفطار، وفي شهر رمضان العام الماضي، ومن أجل الوقاية والسيطرة على جائحة كورونا، قامت الحكومة المحلية بإرسال الفرقة الطبية إلى المساجد لتقديم الرعاية الطبية والمواد المضادة للجائحة، ضمانا لأداء الصلاة بشكل طبيعي».