رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

ماما

«دينا» ملكة التحدي رغم إصابتها بروماتويد: أنجبت ٣ توائم ورفضت التضحية بـ«الرابع» «صور»

كتب: آية المليجى -

08:47 م | الخميس 01 أبريل 2021

دينا وأطفالها التوائم

كانت طالبة جامعية، لم تحلم سوى بإنهاء دراستها وشغل وظيفة جيدة، قبل أن يلاحقها القدر بالعريس المنتظر، تبدلت وقتها حياة دينا حسن، من الترفيه إلى الزوجة الشابة المسئولة عن 3 أطفال رزقها الله بهما دفعة واحدة، في رحلة حمل صعبة خاضتها مع مرضها الصعب، ومن ثم مفاجأة بطفل رابع.

رحلة الأمومة الممزوجة بالمتعة والشقاء، بدأت مبكرا في حياة العشرينية «دينا»، فبعد زواجها بـ9 أشهر، رغبت في الإنجاب، حتى تنعم حياتها بإحساس الأمومة، لكنها لم تعلم أن حصولها على حقن منشطة يجعلها تحمل ب3 أطفال دفعة واحدة: «كنت عايشة حياتي بالطول والعرض وفجأة ادبيت على وشي».

شعور مختلط بين الصدمة وعدم الفهم هكذا استقبلت «دينا» مفاجأة السونار الذي كشف عن حملها في 3 أطفال «مكنتش فاهمة حاجة ولسة\ه صغيرة»، تجربة ليست سهلة خاصة إنها من أصحاب مرض الروماتويد.

الحمل كان صعبا وولدوا في الشهر الثامن

8 أشهر من المعاناة فرضت على «دينا» حالة الطوارئ لحماية نفسها بينما ظلت أسرتها لم تتوقف عن الأدعية لحماية ابنتهم، حتى جاء ميعاد الولادة المفاجئة، التي عرضت حياة الرضع للخطر «الحمل كان صعب واتولدوا في الشهر الثامن».

وضعت «دينا» أطفالها بشعور الخوف والقلق الذي صاحبها لفترة طويلة، فهي لم تهنأ باحتضانهم وملامسة أيديهم الناعمة «اتولودا واتحطوا في الحضانة لأنهم مش مكتملين وصغيرين جدا وكان في منهم 900 جرام»، وبقيت حالة إحداهم وهي «كارما» الأخطر، التي خضعت في جراحة بالقلب في شهرها الأول.

على فترات مختلفة خرج الرضع الثلاث من الحضانة، وتتجدد الفرحة في قلب الأم العشرينية مع استقبال إحداهم «قعدت حوالي متشحططة لمدة شهر ما بينهم هما التلاتة لغاية ما خرجوا وخدتهم في حضني، كنت بقعد كتير معرفش أشوفهم».

تحملت مسئولية أطفالي التوائم لوحدي

داخل منزل الزوجية استقرت «دينا» بالرضع الثلاث، تحملت المسئولية بمفردها، خاصة أن عمل زوجها يحتم عليه الغياب عن المنزل لفترة طويلة، تجربة هي الأصعب في حياة الأم العشرينية، التي انقلب بها الحال، فهي الفتاة التي أحبت عزف الجيتار والغناء، وفجاأة أصبحت مسئولة عما لا تتحمله فتاة في مثل عمرها.

يوم مليء بالتفاصيل المتشابهة تكررها «دينا» على ثلاث مرات بالطريقة ذاتها، غير مسموح لها بالنسيان أو التغافل عن أحد الرضع حتى إن جاء ذلك على حساب صحتها «كنت بنسى أكل أو أنام، وكنت بعمل كل حاجة 3 مرات ورا بعض، اليوم مكنتش بحس بيه».

كل حاجة كنت بعملها لوحدي

اكتفت «دينا» بأطفالها الثلاثة عمن حولها، مسألة صعبة لكن اكتسبت من ورائها ثقة عالية بنفسها وتنظيم دقيق لحياتها «كل حاجة بعملها لوحدي، بروح الدكاترة لوحدي والمشاوير برضو لوحدي، بقى عندي ثقة عالية في نفسي».

أصبح الأطفال الثلاثة في عمر التسعة أشهر، وكانت «دينا» على مفاجأة صادمة، فعلامات الحمل بانت على جسدها الضعيف «كانت صدمة كبيرة لما عرفت إني حامل، نصحوني أنزله عشان صحتي، حاولت فعلا لكن إرادة ربنا إن الحمل يكمل».

كأن كل شيء يعاد من جديد حول «دينا»، بعدما وضعت طفلتها الرابعة «أحلى حاجة حصلتلي، وسكرة حياتي»، وكأن التعب الذي واجهته الأم العشرينية مع الرضع الثلاثة آلفت عليه «هما يعتبروا 4 توائم، اتعودت عليهم وعلى دوشتهم وتفاصيلهم اللي شبه بعض».

«التعب الحلو أوي» هكذا وصفت «دينا» تجربتها في تربية الأطفال الأربعة وهي مازالت صاحبة ال26 عاما، فأصبحوا نصيبها من الدنيا، سندها في الحياة و«العصابة الحلوة» بألعابهم وحركاتهم الطفولية «ربنا رزقني بيهم هما سندني وحظي الحلو».

لم توقف «دينا» الحياة على تربية الأطفال، فقررت الخوض في تحدي جديد تثبت به قدراتها، إذ التحقت بوظيفة في إحدى المستشفيات، حيث تعمل محاسبة، وتثبت نفسها خارج ثوب الأمومة «كنت عاوزة أثبت نفسي، ويبقى ليا جزء من حياتي الخاصة،  وكمان أطفالي ينزلوا الحضانة ويتعودوا على الناس، حياتي كلها تحدي ورغم سني الصغير أنا قدها».