رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«شارلوت».. حاربت الصرع فاتهموها بالاعتداء على الأطفال

كتب: آلاء توفيق -

08:09 ص | الأحد 28 مارس 2021

شارلوت كاليستر

واجهت «شارلوت كاليستر»، من سكان مرزيسايد بإنجلترا، العديد من الرسائل المؤذية على مر السنوات بسبب إصابتها بمرض الصرع، وبعد زواجها ومحاولاتها العديدة من أجل الحمل والإنجاب، بعدما سبب لها دواء الصرع مشاكل في الخصوبة وقلل من فرص الإنجاب، استمرت وازدادت حدة الرسائل السامة، والتي من ضمنها تمني الموت واتهامها أنها تعتدي على الأطفال لمجرد أنها أم مريضة بالصرع.

وبعد صمت دام طويلا قررت «شارلوت» التي تبلغ من العمر 30 عامًا التحدث عن تجربتها لتساهم في تقليل وصمة العار الذي يشعر بها المرضى ولتزيد من وعي الناس بمرض الصرع، وكما ذكر موقع Mirror.

قالت شارلوت: «أخبرني الناس أنه لا ينبغي أن يكون لدي أطفال، انا مضيعة للحياة، يجب أن أموت، ويجب أن يتركني زوجي، أنا مذنبة، وأعذب الأطفال بإساءة معاملتي لهم بسبب نوباتي، وأنا أرى جهل الناس في أسئلتهم وتدخلهم في كل خصوصياتي، وأسئلتهم التي لا تنتهي».

وأكملت: «أنا مريضة بالصرع، ولكن هذا لا يعني أن الصرع يتحكم في كل تصرفاتي أو أني أؤذي به أحد، وهذا لا يعني أنه لا يؤثر على مجالات معينة في حياتي، بل فقط أضطر للقيام بها بشكل مختلف، فقط أحتاج أن أقول لنفسي، إذا كنت أرغب في القيام بشيء ما، فكيف يمكنني القيام به بطريقة آمنة بالنسبة لي».

أثرت الاتهامات الكاذبة بشارلوت كثيرا، فالمرض لا يتعلق بأذية شخص آخر، بجانب المعاناة التي مرت بها لسنوت لتنجب طفل، الأمر الذي كان شديد الصعوبة بسبب الأدوية القوية التي كانت تتناولها للسيطرة على الصرع، وبعد إجرائها لعملية طفل أنابيب، رزقت بطفلها الذي يبلغ الآن خمس سنوات.

علقت شارلوت على الرسائل التي تتلقاها: «لن أكذب او أدعي ان الرسائل لا تصل لي او أني لا أقرأها، بل إني أجدها بشكل دائم وليس فقط من الأغراب بل أيضا من ناس أقابلهم وجها لوجه، ولا أعلم على أي أساس وضعوا هذه الاتهامات، كلامهم فقط يفسد حياتي، أشعر بسببهم أني أم سيئة وأن ابني لا يستحق هذا».

التحقت شارلوت بجامعتين مختلفتين وتركتهم بسبب التنمر عليها، لمكوثها في غرفة المعاقين، وتمت معاملتها بشكل سييء، وعندما حولت لجامعة أخرى لقت المصير ذاته واضطرت للمغادرة أيضا، بجانب زيادة نوبات التوتر الارتجاجية، والذي أدى أيضا لانخفاض نسبة حضورها.

تم استغلال المرض ضدها بشكل مؤذي، مما أثر عليها في جميع جوانب حياتها، فبجانب تأخرها الدراسي ومعاناتها لتنجب، أصيبت بأمراض نفسية بسبب بشاعة ما تتلقاه من الناس بشكل يومي وسوء تعاملهم مع الموقف وانتهازه سلبيا، ووصل الأمر حتى استغلال اصابتها بنوبة، في سرقة خاتم الخطبة الخاص بها.

شارلوت تم تشخيصها بالصرع منذ أن كانت في الحادية عشرة من عمرها، وبعد مشاركتها في إجراء بحث على أكثر من 1000 شخص وهي من ضمنهم، وجدوا أنهم يتمنون أن يعرف الناس كيف يكون التعايش مع مرض الصرع ومدى تأثيره على الآخرين، لأن المصابين به يشعرون أنهم يحملون وصمة عار على عاتقهم لنقص الوعي حول هذا المرض وإضفاء الاتهامات والأكاذيب حوله في كل وقت.