رائحة الموت تفوح من حولهن، تتعالى أصواتهن بالصراخ والعويل، يجرين محاولات أخيرة مسميتة لإنقاذ أطفالهن وأرواحهن، في حادث تصادم قطارين بمركز طهطا، محافظة سوهاج، الذي أودى بحياة 32 مواطنا وإصابة 66 آخرين، حتى الآن.

وعلى الفور انتشرت مقاطع الفيديو والبث المباشر من مكان الحادث، عبر صفحات «التواصل الاجتماعي» التي كشفت عن الحادث الكبير وصرخات النساء المتعالية اللائي تظاهرن في مشاهد عدة وهن يبحثن عن ذويهن أو في محاولات للهرب من الموت الذي يلاحقهن.

طلعني يا ولدي

«طلعني يا ولدي.. طلعني يا ابني» فكانت المشاهد الأولى لسيدة غمرها التراب إثر الحادث، التي ظهرت من داخل «كابينة القطار» وهي تستغيث بالشاب حتى ينقذها من «قطار الموت» ويخرج بها بعيدًا.

أسرة كاملة مهددة بالموت

وفي مشهد آخر الذي وثق لحظة جري امرأة تحمل رضيعها، وتأخذ بيد زوجها بعيدًا عن مشاهد الموت المحيط بهما، في محاولة لإنقاذ أسرتها من الحادث الذي أبدل أمنهما لخوف وفزع.

فين ولدي

«فين ابني» بنبرة خوف وفزع ظلت تردد سيدة تبحث عن ابنها داخل القطار، تتساءل عنه وتبحث بين المصابين والضحايا لعلها تجده ويبرد قلبها برؤيته.

دور على صحابك يا ولدي

وفي بث مباشر وثقه شاب عن الحادث، وظل يطلق صرخاته في محاولات للإنقاذ «شايفين الناس.. مش عارفين يطلعوا الحقونا»، ليحاول البحث أيضًا عن أصدقائه الذين استقلوا معه القطار، ويستنجد بسيدة ويسألها عنهم « مشفتهمش يا ابني.. والله ما شفتهم يا ولدي.. دور عليهم يا ابني.. كانوا قعدين جنبنا.. ودور عليهم يا ابني».

حادث «قطاري سوهاج»

أعلنت وزارة الصحة والسكان، وفاة 32 مواطنا وإصابة 66 آخرين في حادث تصادم قطارين بمركز طهطا، محافظة سوهاج.

وأوضح الدكتور خالد مجاهد، مساعد وزيرة الصحة والسكان للإعلام والتوعية والمتحدث الرسمي للوزارة، أنه فور وقوع الحادث جرى الدفع بـ36 سيارة إسعاف مجهزة نقلت حالات الوفاة والمصابين إلى مستشفيات الإخلاء وهي: «سوهاج العام، وسوهاج التعليمي، وطهطا، والمراغة».

وأشار مجاهد إلى أن وزيرة الصحة والسكان توجهت إلى محافظة سوهاج لمتابعة الحالة الصحية للمصابين، والتأكد من تقديم أفضل سبل الرعاية الصحية لهم، كما شكلت الوزيرة غرفة أزمات وطوارئ بسوهاج لمتابعة تداعيات الحادث، وتقديم أي إمدادات ومستلزمات طبية، فضلاً عن توفير فرق طبية من كل التخصصات الطبية لتقديم سبل الدعم اللازم للمصابين.