رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

قبل «تفجير عقار فيصل».. حكاية عروسين فقدا شقتهما قبل أيام من الزفاف

كتب: سحر عزازي -

10:02 ص | الجمعة 12 مارس 2021

عقار فيصل المحترق

ساعات قليلة من الآن، وتعود البناية الشاهقة إلى نقطة البداية من جديد، إذ حسمت الأجهزة التنفيذية مصير «عقار فيصل المحترق» الذي آكلته النيران، في بداية الشهر الماضي، ليتم إزالته بـ«الديناميت»، أو ما يسمى بـ«النسف الحذر» من خلال غلق الطريق الدائري وإخلاء محيط العقار.

البناية الشاهقة التي آوت بين طوابقها أحلام الكثير من سكانها، وكانت الشاهد أيضًا على أحلام عرسان، يبدأن سويًا حياتهما الجديدة، لكن في ثواني معدودة انتهت الأحلام وتحولت لواقع مرير، عاشه محمد جمعة، صاحب الـ27 عامًا، الذي فقد شقته بالكامل، قبل أيام قليلة من زفافه.

750 ألف جنيه كان محصلة ما أنفقه العريس العشريني على شقته، استعدادًا لحفل زفافه المقرر إقامته خلال الشهر الماضي، دون سابق إنذار نشب الحريق المروع الذي اندلع في الطوابق الأولى لإحدى العقارات على الطريق الدائري بحي الهرم، في 2 فبراير الماضي، ما أدى إلى تفحم الشقة بكامل محتوياتها.

عريس فبراير

صدمة كبرى أصيبت «عريس فبراير»، محمد جمعة، صاحب الـ27عامًا، الذي كان يجهز لحفل زفافه ووضع مع والد العروس التفاصيل النهائية لحفل زفافه، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، ففي غمضة عين تحول العفش لـ«كومة رماد» على حد وصفه، مؤكدًا أنه اشترى المحتويات بالكامل بجانب 2 سخان و2 أنتريه وثلاثة غرف نوم وغيرها من مسلتزمات الشقة.

«شقى عمري راح»

يعمل «جمعة»، سائق على سيارة أجرة، ظل يحوش ويقترض لشراء تلك الشقة بمساعدة أشقائه، بالإضافة إلى الدخول في أكثر من جمعية لإتمام الزواج، بعد أن رحل والده في عام 2010: «شقى عمري راح والفرح باظ وحياتي ادمرت في غمضة عين».

بعنا نصف فدان أرض

استكمل «حمادة» شقيقه الحديث المأسوي، مؤكدًا أنهم اضطروا لبيع نصف فدان أرض من أجل شراء هذه الشقة لمساعدة الشقيق الأصغر في الزواج: «صرفنا اللي ورانا واللي قدامنا عشان نجهز شقة محمد، وبقالنا أكتر من سنة بنسدد في جمعيات ولسه علينا ديون وكنا متفقين مع نسايبه على ميعاد الفرح الشهر ده بس خلاص كله راح».

العروس تعيش صدمة العمر

«صدمة العمر» هكذا لخص شقيق العريس، صدمة العروس، التي دخلت وقتها في نوبة اكتئاب، لم تحدث أحدًا، كما أن الحالة ذاتها عاشتها والدته التي لم تكف عن البكاء من شدة حسرتها على ما حدث لشقة ولدها، فالمصيبة تضاعفت لديها، إذ أن شقيقها كان يسكن في ذات العقار أيضًا مع زوجها وصغارها وخسرت شقتها بكل ما فيها: «كأن عندنا ميتم لأن أخويا في السعودية شاري شقة برضو في نفس العمارة، وماصدق يشطبها لولاده ومراته عرف خبر الحريق منهار لسه محتاج يشتغل 15 سنة كمان عشان يعمل بيت تاني لولاده».