كتب: إسراء حامد محمد -
03:11 م | الأربعاء 10 مارس 2021
سيطر الخوف بشكل كبير على الآباء والأمهات تجاه أطفالهم، بعد تداوال رواد مواقع التواصل الاجتماعي لمقطع فيديو متحرش المعادي، وظهر ذلك في تعليق الكثير منهم على مقاطع الفيديو المنتشرة، وبدأت الأصوات تتعالى بضرورة مراقبة الأطفال في تعاملاتهم مع العالم الخارجي.
ومن فرط خوف الآباء على أبنائهم، فكر البعض في تقييد حريتهم في الخروج من المنزل والذهاب إلى المدرسة أو التمرينات الرياضية وغيرها من الأنشطة المهمة والضرورية بالنسبة للصغار، «مش هسيب عيالي ينزلوا لوحدهم في حته أبدًا»، بتلك العبارة عبرت رضوى محمد عن خوفها الشديد تجاه أطفالها عقب انتشار حوادث التحرش بالأطفال في الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أنها أصبحت لا تأتمن على أطفالها مع أحد غيرها حتى أقرب الأقربين.
«ربنا يعدي الأيام دي على خير.. نفسي عيالي يكبروا ويفهموا عشان يقدروا يحافظوا على نفسهم»، كلمات رددتها السيدة مروة أمين، فرغم من أنها تحرص دائما على توعية أطفالها بعدم التعامل مع الغرباء، إلا أنها لديها الكثير من التخوفات حول مدى إدراك أولادها، تلك الأطفال البريئة التي يسهل على أي أحد أن يكتسب عاطفتهم ليستمعوا إليه.
«مبقتش تفرق ولاد من بنات»، وقالت السيدة بسمة عماد، إنها على الرغم كونها أم لولدين، إلا أنها تخشى كثيرا أن يتعرض أي منهما للتحرش، لافتة إلى أن المتحرش عندما يرغب في تحقيق رغباته، لا يفرق بين نوع وجنس الضحية، ويفعل ما يحلو له دون شفقة أو رحمة.
وقال الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي، إنه وبعد انتشار حوادث التحرش بالأطفال، أصبح الآباء والأمهات في تخوف شديد بتعامل أطفالهم مع الأشخاص الغرباء، مشيرا إلى أن ذلك قد يؤثر على زيادة تشديد الرقابة عليهم.
وأضاف فرويز خلال حديثه لـ«هن»، أن ما يجب فعله على الآباء أن يقوموا بتشديد التحذير على الأطفال وتوعيتهم بآداب التعامل مع الغرباء، والتشديد على عدم السماح لهم بالتلامس أو الاقتراب منهم، أو الذهاب معهم إلى أي مكان آخر، ولكن مع مراعاة عدم الضغط عليهم، وتركهم يمارسون حياتهم الطبيعية دون تقييدهم أو بث الخوف في نفوسهم من ممارسة الحياة الطبيعية، مع الأخذ في الاعتبار بمتابعتهم باستمرار.