كتب: آية أشرف -
03:57 ص | الأحد 07 مارس 2021
لا يقودها سوى إحساسها، لا تعرف النور، تتحسس بأيديها الأشياء، وتعتمد على الأصوات، لم يكتب لها الزواج، فبات والدها هو شغلها الشاغل، لا تهتم سوى به، منذ أن يستيقظ بالصباح،، وحتى ذهابه للنوم.
لا تهتم سوى بأبيها، 73 عامًا، مُقرئ ومُحفظ القرآن الكريم، فعلى الرغم من إعاقتها البصرية، إلا أنها أصبحت عكازا يتكئ عليه والدها في تأدية مشاويره، وعمله.
«أم هاشم» 42 عامًا، التي أراد الله أن تولد بضعف شديد في النظر، انتهى بفقدانه تمامًا، باتت حياتها مقتصرة على والدها خاصة عقب وفاة والدتها وشقيقها، وزواج شقيقتها الصغيرة، فأصبح منزلهما البسيط بالمنزلة بالدقهلية لا يضم سواها ووالدها أمين البرعى موذن الآذان، ومُحفظ القرآن.
أصبحت هي عكازه، يتكئ عليها بكل مشاويره، وكأن الله رزقها البصيرة، رغم أنها لا ترى.
تقول «أم هاشم»، خلال حديثها لـ «هن»، إن والدها هو كنزها الوحيد في الدنيا، الذي ظل يحمل مسؤوليتها هي وأشقائها، حتى غلبه تقدم سنه، لكنه لم يقوى على ترك عمله، وهو تأدية الآذان، وتعليم القرآن، وتحفيظه.
وفاة شقيقها الأكبر، وزواج شقيقتها ثم وفاه والدتها، رسم مستقبل «أم هاشم» فظلت هي وحيدة والدها: «بوديه شغله، وبستنى ارجعه، وبعرف أعمل كل حاجة، أعمل أكل وأغسل وأنضف، المهم أبويا ميبقاش ناقصه حاجة».
وتابعت السيدة الأربعينية: «أنا متجوزتش لكن بعرف أعمل كل شغل البيت، لأنه بيتي، وهفضل أخدم أبويا فيه طول عمري، أنا معنديش غيره وياما شالنا».
وتؤكد السيدة أم هاشم، أنها لا تتمنى سوى رؤية ملامح والدها: «نفسي حد يساعدني أعمل العملية وأفتح، نفسي أفتح وأشوف ملامح أبويا، وأشوف شكله إيه».