«بنتي وحبيبتي وكل حاجة في الدنيا ليا..معقول كبرتي والعمر عدى بالسرعة دي..ده أنا لسه شايفك بالضفاير بتجري جنبي وتلعبي.. أهو النهاردة بقيتي أحلى عروسة ممكن تشوفها عيني»، كلمات أغنية «بنتي وحبيبتي»، للفنان مدحت صالح، غناها ضمن أحداث الحلقة الأخيرة من مسلسل «أبو العروسة»، والتي منذ عرضها وهي جذبت الكثيرين وأصبحت أساسية خلال رقصات الأفراح بين الآباء وبناتهن يوم الزفاف.

ربما كانت هذه الأغنية لها طابع خاص عند العروس ياسمين، ابنة محافظة دمياط، ووالدها محمد عبدالرازق، يوم زفافها، إذ أن الأب من أصحاب الصم وضعاف السمع، وهو ما جعل العروس تترجم له الكلمات أثناء الرقص برفقته بلغة الإشارة حتى يفهم الكلمات ليدخل في نوبة بكاء ويحتضن العروس لتنهمر هي الأخرى في البكاء في مشهد أثار إعجاب مواقع التواصل الاجتماعي.

تواصل «هُن»، مع العروس التي أبكت الملايين هي ووالدها في حفل زفافها، والتي روت كواليس مقطع الفيديو الذي أصبح محط أنظار الجميع، والتي قالت، «والدتي ووالدي من الصم وضعاف السمع، والأغنية دي ليها طابع خاص لأنها بتحكي وبتترجم حياة البنت وذكرياتها مع والدها من بداية لما اتولدت لحد يوم زفافها، وإنها هتسيب البيت اللي اتربت فيه طول حياتها».

وعن كواليس الأغنية وترجمتها بالإشارة، «كنت حابة يشاركني معانيها وأعبرله عن حبي ليه وقد ايه تعب معايا، خاصة مكنش متخيل إني خلاص همشي وأسيب البيت اللي عشت فيه طول سنيني، ولما بكى وحضني عرفت أن المعاني والكلمات أثروا فيه بشكل كبير، نسيت نفسي ونسيت الناس والفرح».

قصة أول عقد قران بلغة الإشارة

وقبل حفل الزفاف بعام كان تداول مقطع فيديو لعروس من محافظة دمياط، وهي تترجم لوالدها ما يقوله المأذون حتى يردد وراءه في عقد قرانها، وحقق ملايين المشاهدة وتفاعل من قبل الكثيرين والذين غلبت دموعهم وعاطفتهم بعد رؤيته.

وكان تواصل «هُن»، قبل عام مضى، مع العروس ياسمين ووالدها الذي يعمل نجارًا وتاجرًا للموبيليا، والذين سردوا الكواليس، إذ قال الأب: «إحساسي كان لا يوصف وقت ما حطيت إيدي في إيد عريس بنتي وكنت شاهد على اللحظة دي، كنت هفضل عمري كله زعلان لو حد غيري كان وكيل ياسمين، الحمد لله قدرت أثبت لنفسي وللكل إني إنسان موجود حتى لو عندي إعاقة تمنعني من التواصل معاهم».

وقبل أيام قليلة قامت العروس بلافتة إنسانية، من خلال ترجمة دعوة زفافها، بلغة الإشارة، خلال مقطع فيديو لا تتعد مدته ثوان، «قررت أعمل فيديو أدعي فيه الصم زي ما بندعي المتكلمين، فكان لازم يكون في دعوة خاصة، وده مهم بالنسبة ليا خاصةً إن عائلتي من الصم».