رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حصلت على 96% بالثانوية وقت العلاج.. «آية» انتصرت على السرطان في 26 يوما

كتب: آية أشرف -

04:57 ص | الأحد 28 فبراير 2021

آية عصام

خبيث ينهش في الجسد، قد تطول مدته وربما تكون رحلته قصيرة، لكن في كل الأحوال الإصابة به أشبه بالحرب، إما الانتصار عليه أو الاستسلام له، إنه «سرطان الدم» الذي حصد أرواح كثيرين من الضحايا، دون أن يفرق بين ولد أو بنت، كبير أو صغير.

ومن النماذج التي تحدت المرض وقهرته، «آية عصام» التي ظلت تحاربه وتكافح آثاره المرضية خلال 3 سنوات من عُمرها، رغم انتصارها على المرض في 26 يومًا فقط.

وكانت صدفة دفعت «آية» لاكتشاف المرض الخبيث، فالأمر كان طبيعيًا في البداية، إذ لا يمكن لأحد أن يتوقع أنه مصاب بسرطان بالدم.

مجرد نزيف من الأنف

بدأ الأمر بعدما عانت «آية»، الطالبة في كلية الصيدلة، بنزيف شديد من الأنف، فكانت في الصف الثالث الإعدادي حينها، لكنها لم تأبه للأمر، إلى أن اشتد النزيف عليها، وباتت كثافة الدماء تزداد يوما بعد الآخر. 

هذا النزيف الشديد دفع الأهل لاصطحاب ابنتهم للطبيب، الذي أقر بأنه مُجرد أنيميا، قبل أن يطلب منها بعض تحاليل الدم، لتتلقى الأسرة الصدمة.

كان ذلك، بعدما أخبرهما الطبيب، بأن تحاليل ابنتهما تحتوي على خلايا غريبة، ما دفعهما للكشف مرة وأكثر، قبل أن تشير عليهما إحدى أقاربهما بالذهاب لمستشفى علاج سرطان الأطفال. 

كان الاقتراح يمثل الصاعقة على الأسرة، التي اصطحبت ابنتها وهم على يقين أن الأمر مجرد مرض عادي، إلا أن المفاجأة إن أطباء الأورام أكدوا إصابتها بالفعل بسرطان الدم، حيث أن نسبة المرض 90%. 

المرض خلص بعد 26 يوما

كانت نتيجة نسبة المرض المقدرة بـ90%، صدمة أخرى تلقتها الأسرة والفتاة، قبل أن تبدأ العلاج الكيماوي على الفور، ويطلب الأطباء عزلها لمدة شهر.

تقول «آية»، لـ«هُن»: «رغم إنهم خبوا عليا لكن كنت حاسة، النزيف وسقوط الشعر اللي كان بيقع لحد ماخلص خلاني فهمت، كنت بعمل جلسات الكيماوي باستمرار، واستنينا البزل عشان نشوف نسبة المرض». 

وتابعت الفتاة التي تدرس في العام الخامس من كلية الصيدلة اليوم: «بعد 26 يوما بالظبط بالعلاج والجلسات، عملنا بزل وكانت نسبة المرض بقت صفر، جسمي استجاب والورم مبقاش موجود، لكن كان لازم أكمل العلاج لمدة 3 سنين». 

برتكول العلاج ودراسة في المستشفى

لم تكتفِ «آية» بانتهاء نسبة المرض فقط، فكان بروتوكول العلاج بمراحله الثلاث، لمدة 3 سنوات، أمر إجباري على الفتاة، التي استكملته بالتوازي مع استكمال دراستها حتى انتهى المطاف بنجاحها بنسبة 96% في الثانوية العامة، والتحاقها بكلية الصيدلة. 

وأضافت: «كنت بصاحب الصيادلة جدًا، وبشوف أن دورهم عظيم، عشان كدة قررت أدخل صيدلة، وأشتغل في مستشفى لعلاج الأطفال زيهم، وده اللي هعمله لما أخلص». 

تآكل عظام رجلي  

ربما كانت المرحلة الأخيرة في العلاج، عندما تسبب الكورتيزون في تآكل عظام «آية»، حتى خضعت الفتاة لعدة عمليات، كانت نتيجتها الفشل، قبل أن يقرر الطبيب إتمام عملية تبديل مفصل لها في القدمين، حتى انتهت أخيرا رحلتها مع السرطان.