عام مضى على مشهد أدمع الملايين حيث لمس عاطفتهم وقلوبهم، وخاصة الصم وضعاف السمع، إذ كان الأب محمد عبدالرازق واحدًا منهم، ، فقد اتيحت له فرصة أن يكون وكيل ابنته ياسمين، في بداية العشرينات من عمرها، وأن يضع يده رفقة الشريك المستقبلي حتى تنتقل من عصمته كأب لعصمة الزوج، ليكن أول عقد قران بلغة الإشارة.

تستعد الإبنة ياسمين، التي تخرجت في كلية التربية الخاصة، قسم إعاقة سمعية، بمحافظة دمياط للاحتفال بحفل زفافها، من خلال الظهور بمقطع فيديو لا تتعدى مدته ثوانِ وهي تترجم لمتابعيها من الصم وضعاف السمع دعوى حفل الزفاف، والذي من المنتظر أن يكون بعد 4 أيام.

ياسمين: عملت دعوات الفرح فيديو بلغة الإشارة

وروت الفتاة الشابة، كواليس حياتها لـ«هُن»، عقب تداول مقطع الفيديو الذي رصد لحظات ومشاعر جمعت بينها وبين والدها، خلال قيامها بالترجمة بلغة الإشارة ترديدًا بعد المأذون، إذ قالت: «قررت أعمل فيديو أدعي فيه الصم زي ما بندعي المتكلمين، فكان لازم يكون في دعوة خاصة، وده مهم بالنسبة ليا خاصةً إن عائلتي من الصم».

وعن كواليس الزفاف ومشاعر الأسرة، قالت الشابة العشرينية: «كواليس الفرح بالنسبة للبيت طبعًا شعور بالفرحة والحزن خصوصا إن بابا وماما واخواتي متعلقين بيا جدًا».

ياسمين تروي ردود الأفعال بعد فيديو عقد القران: الناس بتوقفنا وتتصور معانا

«الناس بقت تشوفنا أنا ووالدي وتطلب تتصور معانا، وفي بنات عملوا كتب كتابهم زي ما عملت»، بهذه العبارة واصلت ياسمين حديثها، موضحة تلك الفترة بين تداول فيديو عقد القران مرورًا باقتراب موعد زفافها: «اتبسطت جدًا إن في بنات في نفس مكانتي، أهلها من الصم وضعاف السمع، عملوا نفس الفكرة ومكنش الوكيل حد تاني غير الأب الأصم، وبنات كتير كلمتني إن إزاي تعمل كده يوم كتب كتابها مع أهلها، وبيترجموا لوالدهم زيي، ده غير دعوات الناس لوالدي ووالدتي كان بالنسبالي كبير جدًا وفرحه، الناس بتوقفنا وتشاور علينا وبيطلبوا يتصوروا معانا، ووالدي بالنسبة لصحابه الصم مبسوطين جدًا وناس كتير بيسلموا عليه ويقوله شوفناك في التليفزيون».

قصة أول عقد قران بلغة الإشارة

وكان تداول مقطع فيديو لعروس من محافظة دمياط، وهي تترجم لوالدها ما يقوله المأذون حتى يردد وراءه، حتى يكون وكيلها في عقد قرانها.

وكان تواصل «هُن»، قبل عام مضى، مع العروس ياسمين ووالدها الذي يعمل نجارًا وتاجرًا للموبيليا، والذين سردوا الكواليس، إذ قال الأب: «إحساسي كان لا يوصف وقت ما حطيت إيدي في إيد عريس بنتي وكنت شاهد على اللحظة دي، كنت هفضل عمري كله زعلان لو حد غيري كان وكيل ياسمين، الحمد لله قدرت أثبت لنفسي وللكل إني إنسان موجود حتى لو عندي إعاقة تمنعني من التواصل معاهم».

فيما تغزلت العروس في والدها قائلةً: «والدي مثلي الأعلى في الحياة، قريبة منه لأبعد الحدود، كنت هحس إن فرحتي ناقصة لو مكنش هو وكيلي خصوصًا إن والدي معندوش أي نقص في القدرة العقلية وهو شخص واعي وحكيم في تصرفات، كلمت أكثر من مأذون على فيسبوك وقالوا مفيش مشكلة ممكن هو يرد على المأذون كتابةً أو في وجود مترجم لغة إشارة».