كتب: آية أشرف -
05:36 ص | الإثنين 01 فبراير 2021
لم يقف وجهها الأنثوي الجميل أمام حلمها، لتضع نفسها في ثوب الرجال، تبحث يوميًا عن قطع الخُردة القديمة، كمشهد من مشاهد الرائع نور الشريف، مؤدي شخصية «عبدالغفور البرعي»، لا تترك تاجرا إلا وتسأله عما تحتاجه من قطع الخردة القديمة لتنفيذ تصميماتها التي تحلم بها.
فاطيمة بكر، صاحبة الـ 39، ابنة محافظة أسيوط، أول نحاتة بالخردة في صعيد مصر، ربما هي السيدة الوحيدة في الصعيد التي سلكت هذا الاتجاه منذ عشر سنوات، فدراستها وشغفها بالأمر، جعلها تتجه لعمل ماجستير في نحت الخردة، بل وتستعد للدكتوراه عقب إتمام دراستها في كلية التربية.
تؤكد «فاطيمة» خلال حديثها لـ «هن»، أن الأمر بدأ بورشة صغيرة لتنفيذ مشروع تخرجها، الذي كان عن فن نحت الخردة، ما دفعها لاستكمال الأمر فيما بعد: «بقت ورشتي ومكان شغلي، ومعايا شخص واحد بيساعدني، لكن أنا كملت وبقى مشرو التخرج هو مشروعي وشغلي».
على الرغم من زواجها مُبكرًا وإنجابها الطفل الأول، إلا أن دعم زوجها ساعدها في تنفيذ أول خطوات مشروعها، التي استكملت نجاح مسيرته بسبب تأخر الإنجاب بعد المرة الأولى لعشر سنوات: «خلفت المرة الأولى واتأخرت 10 سنين ساعدوني أكمل مشروعي كويس جدًا وأعمل أسمي، لحد ما خلفت طفلين كمان، لكن دعم جوزي هو اللي مساعدني».
أكدت أول نحاتة خردة بالصعيد، أنها الوحيدة التي تقوم بنحت وتصميم مجسمات كبيرة الحجم: «محدش بيعمل زيي، أنا صممت حصان بالخردة طوله 3 متر ونصف في عرض مترين».
وتابعت: «أنا بدأت أعمل وحدات إضاءة وسلع مفيدة معمرة باستخدام الخردة كمان».
وأشارت نحاتة الخردة أنها قد تقضي ساعات اليوم كاملة بالخارج بسبب جمع الخردة من التجار، وبداية تنفيذها وتصميمها، موضحة أنها كانت تتعرض لمضايقات عِدة بسبب طبيعة عملها ولكونها امرأة بالصعيد، قبل أن يعرفها الناس.
ربما لم يكن التجميل في الخردة فقط، على حد قول «فاطيما» فتمكنها من وضع لمسات المكياج ساعدها في تأسيس مركز تجميل كبير، حتى اكتسبت شهرتها بين الفنانات، اللاتي يثقن في عملها وذوقها.