رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حب للنهاية.. مسن يطلب سماع صوت زوجته وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة

كتب: آية المليجى -

05:19 م | الجمعة 22 يناير 2021

وفاة مسن بكورونا

أتى من الصين البعيدة، تفشى بصورة البرق بين البلاد بطريقة همجية أثار الرعب وألزم الأطباء برفع الحالة القصوى في محاولات مستميتة للسيطرة على الوضع وإنقاذ المرضى من هجماته الشرسة، وعلى مدار أيام متواصلة امتدت لشهور يحارب الجيش الأبيض ضد «فيروس كورونا المستجد».

ومن داخل مستشفى الصدر بالعباسية، حيث تعمل الطبيبة أسماء النمر، أخصائي أمراض الصدر والدرن، بداية من تفشي الموجة الأولى لـ«كوفيد 19»، تتعامل مع عشرات المرضى، منهما من قاوم وعاد للحياة من جديد ناقلًا تجربته مع كورونا، لكنها أيضًا الشاهدة على رحيل بعض المصابين لم يتمكنوا من مقاومة الفيروس اللعين. 

حكايات مؤلمة ومواقف إنسانية كانت «أسماء» الشاهدة عليها، لكن يبقى أصعبها هو أمنية مسن تجاوز الـ69 من عمره، في سماع صوت رفيقة حياته قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة: «طلب يسمع صوتها.. وهي سمعت أنفاسه الأخيرة»، بهذه الكلمات المؤثرة تحدثت طبيبة أمراض الصدر لـ«هن»، عن المشهد المؤثر.

تتذكر «أسماء» الليلة التي حضر فيها المسن إلى المستشفى بمعاونة أسرته، كانت زوجته ضمن الحضور، تميزت ببكائها طيلة الدقائق المعدودة، فالشعور بأنها المرة الأخيرة التى ترى فيها رفيق العمر تخللها: «فضلت تعيط كتير.. مكنتش عاوزة تسيبه.. عرفت أنهم متجوزين من 35 سنة».

وعلى مدار الأيام القليلة التي مكث فيها المسن بالمستشفى، عكفت زوجته على إعداد طعامه الخاص يوميًا وتوصيله إليه: «كانت بتجبله كل يوم الأكل بتاعه.. لأنه كان مركب طقم سنان فبياخد الأكل السوفت». 

تدهور حالة المسن استدعى نقله إلى غرفة العناية المركزة، لتطلب زوجته رؤيته من بعيد: «حاولنا مرة واحدة أنها تشوفه من بعيد.. لما دخل العناية لأن حالته اتدهورت جدًا»، وقتها أدركت الزوجة أنه اللقاء الأخير.

عايز اسمع صوتها

وفي الليلة الأخيرة حين تسارعت علامات الموت ومغالبة كورونا لجسد المسن، تمتم بكلماته، أراد أن يهاتف زوجته: «قبل ما يموت بساعات طلب أنه يكلمها.. وفعلًا كلامه كان مش واضح ومش مفهوم.. كأنها سامعة أنفاسه الأخيرة فعلًا»، أغلق الهاتف ومعه انطفأت الحياة، فالمسن رحل ليحصد «كورونا» اللعين روحًا جديدة ضمن ضحاياه.