رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

الآنسة مامي.. تخلت عن الزواج من أجل عيون كفالة «إياد»

كتب: آية المليجى وغادة شعبان -

09:47 م | الجمعة 15 يناير 2021

دينا الغمري

قرار ربما هو الأصعب فى حياة دينا الغمرى، لكنه حمل إليها السعادة، تخلت عن أبسط أحلامها بارتداء فستان الزفاف وتكوين حياة أسرية، واكتفت بالتجول داخل دور الرعاية، فكانت ملاذها الوحيد، منحتها الأمومة، حين اختارت السيدة الخمسينية، صغيراً، جذبها ببراءته، فرأته ابناً لها، ليس من جوف رحمها لكنه من وحى عاطفتها.

«كنت بحب أزور دور الرعاية من صغرى.. ولما كنت فى العشرينات كنت عاوزة أتكفل بطفل»، وقتها كان عمر «دينا» الصغير هو العائق أمام تنفيذ قرارها، قبل سنوات طويلة: «القوانين ساعتها منعتنى من تحقيق حلمى.. ويكون فيه طفل يشاركنى أوقاتى».

تعلقت «دينا» بحلمها، وتحدت العادات والتقاليد، برفضها الدائم للارتباط، حين تقدم لخطبتها الكثيرون، الذين سخروا من رغبتها فى الكفالة بعد الزواج، فألقت بأحاديثهم وراء ظهرها: «ماهمنيش كلامهم.. وفيه اللى وصفنى بالمجنونة»، واجهت «دينا» الانتقاد ذاته حين تقدمت بطلب رسمى للكفالة: «الموظف وقتها سخر من سنى.. وقال لى مش لما تخلصى تربيتك الأول».

مرت الأعوام، وما زالت «دينا» تتردد على دور الرعاية، ترعى هذا وتهادى ذاك، ومع تقدمها فى العمر، إذ بلغت الـ48، سارت مرة أخرى على طريق تنفيذ حلمها، خاصة مع تعديل القوانين الأخيرة المتعلقة بحقوق الطفل: «كنت محتاجة فعلاً طفل يشاركنى حياتى وتفاصيلها»، هكذا أفصحت عن رغبتها خلال مكالمتها الهاتفية لـ«الوطن».

سارت «دينا» حسب الإجراءات المطلوبة حتى حصلت على الموافقة وبات عليها الاختيار. أمر ظنته صعباً، لكن نظرات أعين صغير لم يتجاوز سوى أشهر معدودة، رأته بإحدى الدور التى ترددت عليها، سهّلت عليها الاختيار: «أول ما شُفت إياد قلت هو ده ابنى واللى هيكمل معايا مشوار حياتى.. كان شرطى يكون عمره شهور.. وأول ما شافنى كان بيحرك إيده، شلته وحسيت إحساس مختلف».

أنهت «دينا» إجراءاتها، وبات عليها أن تُحضره معها فى منزل مستقل عن أسرتها التى لم تخبرهم بما فعلته، ووقع اختيارها على منطقة المعادى: «محدش كان يعرف من عيلتى لأنى ماكنتش عاوزة أدخل فى جدال تانى»، حضر «إياد» لمنزلها، لتصارح عائلتها بالأمر: «حبيت يكون أول تواصل بينى وبينه فى بيتنا ويندمج وسط كل ركن به بعيداً عن أى حاجة تانية».

عاشت «دينا» السعادة الحقيقية برفقة ابنها الذى أصبح فى السادسة من عمره، دوّنت تفاصيل حياتهما فى كتاب يحمل عنوان: «أنا اسمى ماما»، لم تُخفِ السيدة الخمسينية الحكاية عن طفلها، إذ نسجت له قصة لخّصت بها تجربة الكفالة منذ أن كان فى الرابعة من عمره: «حياتى كلها اختلفت من بعده.. فهّمته الحكاية كلها بقصة بسيطة.. من حقه يعرف.. وألفت كتاب بيشرح الحدوتة من أولها.. أخيراً بقيت الآنسة مامى».