رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

صحة

تقرير جديد: «كورونا» يصيب الأطفال باضطرابات عقلية

كتب: محمد حسن عامر -

01:05 م | الجمعة 15 يناير 2021

صورة أرشيفية

فجَّر موقع «كندا تي في نيوز» الكندي مفاجأة بشأن تأثر الأطفال والمراهقين بجائحة فيروس «كورونا»، إذ أكد في تقرير نشر مساء أمس أن الأطفال أصيبوا بضرر عقلي في ظل إجراءات الحجر، وذلك بحسب باحث أجرى تجربة بتحليل مشروعات فنية للأطفال.

وتصور عديد من العروض المقدمة من الأطفال والمراهقين في كندا أشخاصا بمفردهم، تطاردهم أشباح غامضة، أو ما هو أسوأ من ذلك، ضمن أفكارهم الخاصة. وقالت نيكي مارتين رئيسة برنامج دراسات الطفولة المبكرة في جامعة جيلف هامبر إن الصور مجتمعة ترسم صورة صارخة لكيفية تأثير ظروف الفيروس والمعيشة تحت الإغلاق على الجيل القادم.

اضطرابات عقلية وعاطفية بين المراهقين: الفيروس أضاع المستقبل

وبينما لا تزال الدراسة جارية، قالت «مارتين» إن الملاحظات الأولية تشير إلى أن بلوغ سن الرشد خلال أزمة «كوفيد – 19» يمكن أن يخلق اضطرابا عاطفيا خلال فترة حرجة من تطور المراهقين.

وقالت إن كون الفرد في مرحلة المراهقة أمر صعب بما يكفي في أفضل الأوقات، لكن إيجاد الفرد نفسه عالقا في المنزل جعل كثير من الشباب يشعرون أنه ليس لديهم مستقبل يتطلعون إليه. وقالت إن «الجزء الأكثر حزنا بالنسبة لي هو هذا النوع من الخسارة لعدم قدرتي على رؤية الجانب الآخر».

وتابعت «مارتين»: «هناك كثير من الألم وكثير من النضال في الوقت الحالي لدرجة أنني أعتقد أنه يجب مشاركتها ورؤيتها، حتى نتمكن من دعم شبابنا والتأكد من أنهم أصبحوا بالغين أصحاء».

ومنذ سبتمبر، تلقى فريق «مارتين» أكثر من 120 قطعة فنية من الكنديين الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و18عاما، تم تقديمها بشكل مجهول بإذن من الوالدين، إلى جانب بعض المعلومات الأساسية والردود المكتوبة.

الأعمال الفنية تعبر عن قلق المراهقين واليأس والعزلة

وتعجبت «مارتين» من اتساع نطاق المواهب الإبداعية التي اجتذبها المشروع، مع تقديم عروض تتراوح بين رسومات الشعار المبتكرة والرسومات الرقمية واللوحات والباستيل والصور وغيرها.

وتداول الباحثون الدعوة للفنانين الشباب في المدارس وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، بينما تضم ​​المجموعة عددًا قليلاً من الروائع المكتوبة بخط كامل، وغالبية المساهمين تتراوح أعمارهم بين 14 و 17 عاما.

ومع تدفق الطلبات، أدهشتها الصور القوية والرسومات في بعض الأحيان التي عبرت عن قلق المراهقين واليأس والعزلة، حيث تشمل السمات المتكررة في الأعمال الفنية المقدمة شخصيات محاصرة ووجوه صاخبة والخيالات والصور الدموية والظلام.

كما احتوت بعض الصور على إشارات إلى إيذاء الذات، والتي يراها «مارتين» تمثيلا جسديا للألم الذي يعاني منه كثير من المشاركين في الدراسة.

كما أن الكلمات التي صاحبت الصور كانت مقلقة، فقد قام بعض الفنانين بنسخ بعض العبارات التي تعبر عن المخاوف المتعلقة بالوباء التي تسود الحياة اليومية، بينما أعرب آخرون عن مشاعر مثل «أنا محطم» ، «هذا كثير جدًا» و «ما الهدف؟».

وقالت «مارتين» إن عديد من المشاركين كتبوا عن معاناتهم بشأن استمرار التعليم والذهاب إلى المدرسة، بينما كان البعض يتعامل مع مشاكل عائلية مثل فقدان الوظيفة والمرض وحتى الموت.

وقد تكون المشكلات السابقة شائعة وسط الفئات العمرية الأعلى، لكن وسط الفئة من 14 إلى 17 سنة المشاركة بالأعمال الفنية، تؤكد أن المراهقين والأطفال لم يستطيعوا بعد  التأقلم  مع ظروف الفيروس وتجاوزها.

الوباء يثير أزمة الصحة العقلية للشباب وستكون ذات عواقب كارثية

في هذا السياق، حذر تحالف من مستشفيات الأطفال الكندية من أن الوباء يثير أزمة الصحة العقلية للشباب ذات العواقب المحتملة الكارثية على المدى القصير والطويل على رفاهية الأطفال ونموهم.

ولفتت إلى أن الشباب أكثر عرضة للتأثيرات النفسية السلبية للحجر الصحي، بما في ذلك زيادة مخاطر الإجهاد اللاحق للصدمة والاكتئاب والقلق والمشاكل السلوكية، وفقًا لتقرير أغسطس الصادر عن منظمة الصحة العقلية للأطفال في «أونتاريو».

وقد وجدت دراسة استقصائية عبر الإنترنت شملت 1300 من الأطفال والشباب في «أونتاريو» الربيع الماضي أن ما يقرب من ثلثي المستجيبين شعروا بأن صحتهم العقلية قد تدهورت منذ انتشار «كورونا»، حيث أشار الكثيرون إلى انتهاء الدراسة بشكل مفاجئ، والانفصال عن الأصدقاء وعدم اليقين بشأن المستقبل، ما شكل ضغوطا كبيرة.

وقالت ليديا مويينجو، وهي طالبة دكتوراه في علم النفس الإكلينيكي بجامعة دالهوزي ، عندما تنظر في الصور تتعرف على ما تركه الوباء من أثر، كما شجعت البالغين على الانتباه لمقاومة الأطفال هذه الظروف في صمت، بل وأن يكونوا قدوة لهم ويشاركونهم نقاط الضعف لديهم.

وقالت « مويينجو»: "أعتقد أن الآباء يخافون أحيانا من الحديث عن الموضوعات المظلمة، لكن الحقيقة هي أن الأطفال يعرفون أكثر بكثير مما نعتقد»، وأضافت: «أعتقد أن فنًا مثل هذا يمكن استخدامه كأداة للتعبير عن أنه من الجيد الشعور بهذه الطريقة».