كتب: غادة شعبان -
11:57 ص | الجمعة 15 يناير 2021
كان الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، والذي يتزامن اليوم ذكرى ميلاده الموافق 15 يناير 1918، رومانسيا مخلصا في حياته الشخصية، فقد تزوج عن حب، وعاش مع من أحبها قرابة الـ30 عاما، هي تحية كاظم زوجته الوحيدة وأم أولاده، والتي وثقت الصور والخطابات علاقتهما الخاصة.
كان عبدالناصر في زيارة لـ صديقه عبد الحميد في بيته، حينما لعب القدر على أوتار قلبه، حينما رآها لأول مرة، فتاة رقيقة وجميلة تعرف اصول الضيافة، قدمت له قدح من الشاي، فلفتت نظره، وأحيها من أول خطفة، حتى أصر على الزواج بها، وكان حينها يبلغ من العمر 24 عاما.
ظل عبدالناصر يتردد على بيتهم منذ أن وقع بغرامها، ليزداد إعجابه بها، وحينها قرر الاعتراف لوالدها بحبه لها، وطلب الزواج منها لتوافق الآخرى دون تردد، وتزوجا في عام 1944.
«ذكريات معه»، هو الاسم الذي اختارته تحية كاظم لمذكراتها، وكتابة تفاصيل حياتها مع جمال عبدالناصر، والتي أصدرتها دار «الشروق»، للنشر والتوزيع خلال عام 2011، وروت فيها التفاصيل التي جمعت بينها وبين «عبدالناصر»، من بداية علاقتهما حتى وفاته.
أكدت تحية أن عبدالناصر لم يكن يحب الخروج إلى أي مكان دون هدف محدد، فكان يفضل الذهاب للسينما والمسرح، وبالأخص مسرح «الريحاني»، بسبب عشقها للمسرح، ثم يعودان إلى منزلها، ويتناولان العشاء برفقة أخيها، حتى 29 يونيو 1944، فعندما أقام أخوها حفلة الزفاف.
بعيدًا عن الحياة السياسية، فضلت «تحية» أن تعيش حياتها ولكنها كانت بمثابة الداعم القوي في الخفاء، فكانت زوجة حنونة سخرت ذاتها لأفراد أسرتها المكونة من زوجها وأطفالها، وحافظ طوال سنوات رئاسته لمصر على أن تبقى حياتها الشخصية بعيدة عن العيون، فكان لا يحب اصطحابها معه خلال الزيارات والتنقلات لرفضه الترف والبذخ.
وذكرت «تحية» خلال مذكراتها: «كان لا يحب البذخ والترف وكان يعتبر مرافقتي له في المؤتمرات رفاهية لا يرضى بها، فلم أطلب منه أبدا أن أرافقه، وعند سفره يودعني بإعزاز وحب، وأتتبع أخباره حتى يوم عودته فتكون الفرحة».
كان هو الرجل العاشق ذو القلب الهادئ والشغوف والممتلئ بحب زوجته، حتى في أصعب الأوقات حيث كان يستمد قوته وعظمته من تلك المرأة القوية فعلى مر سنوات زواجهما تبادلا عشرات الخطابات المكتوبة بخط اليد، التي كانت بمثابة الدعم والقوة في حرب فلسطين وفترة حصاره في «الفالوجا».
وجهت دعوة رسمية على العشاء لـ«عبدالناصر» من ملك اليونان عام 1960، ولبى «عبدالناصر» الدعوى، لتظهر عاطفته تجاه زوجته حينما وقفت الملكة زوجة ملك اليونان بجوار الرئيس عبد الناصر لتتأبط ذراعه وتمشي بجواره، فقال لها «سأمشي بجوار الملك وأنت تمشين بجوار زوجتي»، فسألته الملكة و«ماذا لو تأبطت ذراعك؟» فقال لها: «أخجل»، فرجعت الملكة ووقفت بجوار «تحية» وقالت لها بعبارة باللغة الإنجليزية: «أعطني يدك أو آخذ يد زوجك»، بحسب ماروته «تحية» في مذكراتها.
ساندت «تحية» زوجها «عبدالناصر»، ما بين1958-1961، من لحظة النهاية حين تلقى «عبد الناصر»، مكالمة تفيد بوقوع انقلاب عسكري في سوريا، ثم خرج وخطب في الإذاعة، وذكرت خلال مذكراتها: «كنت متأثرة لحزنه، وفي نفس الوقت للحقيقة لم أكن حزينة للانفصال لم تكن الوحدة بالنسبة لي شيئا استريح له، زاد عمله لاقصى حد حتى أُصيب بمرض بالسكر».