كتب: سمر صالح -
11:24 ص | الأربعاء 13 يناير 2021
وسط أصناف عدة من الأسماك ورائحتها المألوفة للأنف، تستقبل الزبائن بابتسامة تكسر حالة الجمود الذي يخيم على أرجاء المكان، يُملون عليها طلباتهم فتبدأ هي بمحاورتهم وعرض الأفضل عليهم.
اختارت منافسة الرجال في مهنة أحبتها، باتت سندا لوالدها كتفًا إلى كتف معه، لم ترهب الموقف يوما، قليلات هن اللواتي يرضين العمل فى تلك المهنة.
«والدي تعب من فترة، فقررت أنزل أساعد أخويا في محل السمك بتاعنا، واتعلمت كل حاجة عشان الصنايعية متتحكمش فينا»، هذا ما قالته تغريد إبراهيم في بداية حديثها لـ«الوطن»، عن مهنتها الجديدة والتي تركت من أجلها حلم العمل في مجال الموارد البشرية، لترجئ عامها الدراسي الأخير بكلية الخدمة الاجتماعية للتفرغ لها.
فقبل سنوات عدة ومنذ التحاقها بالكلية إختارت «تغريد» طريق النجاح، لتقطع فيه خطوات عديدة، اجتازت من خلالها العديد من التدريبات المتخصصة في مجالات مختلفة، وحققت مستوى متقدم في اللغة الإنجليزية، كما حصلت على كورسات موارد بشرية وتخاطب، وعملت فترة في التسويق الإلكتروني.
لتأتي كلمة القدر لتجعل «تغريد» تخرج عن مسارها الذي سلكته، حين مرض والدها لتتخلى بإرادتها عن ملابسها الأنيقة، وتستبدلها بملابس المهنة، «بقف مع أخويا في المحل بالكوزلك، والناس بتشوفني تستغرب»، بحسب وصفها.
وتأتي مهمة تغريد في محل والدها في البيع وعرض الأنواع الأفضل من الأسماك على الزبائن، بعدما تنتهي من رصها في فاترينة العرض، «أول ما أفتح المحل كل يوم، بغسل السمك وأفرش البرسيم وأكسر التلج، وأبدأ في رص السمك، ودي أصعب حاجة في الشغلانة»، ولم تسلم من نظرات بعض الزبائن التي ترمقها في مكان عملها، «مرة واحدة قالتلي إنتي واخدة مكان الرجالة في الشغل ليه».
نظرات البعض وتعليقاتهم للفتاة الشابة، لم يزدها إلا إصرارًا على دعم والدها وأخيها الأكبر، والذي يتولى هو مهام طهي السمك، وتقول «تغريد»: «الشغل مش عيب، مش بتكسف أقف وأتعلم وسط الصنايعية، لحد ما أتعلم كل حاجة والمحل يقف على رجله».