رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حكاية سيدة وهبت حياتها لعمل الخير: توزع 500 وجبة يوميا على الغلابة ومرضى كورونا

كتب: سهاد الخضري -

02:59 م | الخميس 07 يناير 2021

هبة

معاناتها قبل سنوات، دفعتها إلى الانخراط في العمل الخيري بإنشاء مطعم باسم «مطبخ الخير لأهل الخير»، قامت من خلاله بطهي الطعام وتوزيعه على كبار السن في منازلهم أو دار المسنين، وكذلك المرضى والعمالة غير المنتظمة.

على مدار 17 عامًا كاملة، نجحت «هبة مصطفى»، في بناء قاعدة جماهيرية كبيرة في محافظة دمياط، وباتت عنوانا لعمل الخير يقصدها البسطاء والمرضي، تجبر خاطر الجميع ولا تخذل أي منهم.

تروي «هبة»، 39 عاما، حاصلة على بكالوريوس تمريض ومدرب بالهلال الأحمر، تفاصيل عملها الخيري، قائلة: «دشنت مطبخ الخير لأهل الخير، قبل 17 عاما، وبدأت تنفيذ الفكرة بأبسط الإمكانيات انطلاقا من شقتي السكنية، وبمرور الوقت خصصت مطبخا شاملا قمت بتجهيزه لاستقبال الحالات بمنزل زوجي، وتحديدا ورشته، وجاءت تلك الفكرة بعدما تعرض زوجي لحادث بشع قبل سنوات، اضطر خلاله لملازمة الفراش لمدة عام حتى تعافى وعاد لحياته مجددا».

وأوضحت أن الفترة التي مرض فيها زوجها، لم تكن تجد مالا لتدبر قوت يوم بناتها وزوجها: «عجزت عن تدبير نفقات علاج زوجي، مررنا بأيام صعبة للغاية، لم نكن قادرين على تدبير لقمة العيش، ومن هنا قررت العمل على خدمة المحتاجين مهما كلفني الأمر، خاصة أنني عشت معاناة البسطاء وقلت حينها لزوجي: لما ربنا يكرمنا هنكرم الغلابة».

«خلال مبادرتنا قمنا بتوزيع وجبات الطعام لكل محتاج، سواء كبار السن أو مرضى الكانسر والغسيل الكلوي، وكذلك عمال النظافة، إذ نوزع يوميا وجبات الغذاء والعشاء، بمتوسط لا يقل عن 300 وجبة»، تقول «هبة»، مشيرة إلى أنها تسلم الوجبات لمجلس المدينة، ليوزعها بمعرفته على عمال النظافة، كما توزع الوجبات بصفة منتظمة على 1400 أسرة تعيش تحت خط الفقر.

وأضافت «هبة» أنها خصصت وجبات إفطار صائم يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع، علاوة على توزيع وجبات خلال شهر رمضان: «وزعنا خلال رمضان الماضي 6000 وجبة على المسنين والمسافرين على الطرق، وكذلك عمال المستشفيات والمرضى، إلى جانب تلبية نداء كل مريض يتواصل معي وبحاجة لمن يعطيه حقنة، أو يعلق له المحاليل».

تضيف «أم البنات»، كما يلقبها البعض، أنها بدأت بتوزيع 20 وجبة يوميا، إلى أن وصلت إلى 500 يوميا، وخلال جائحة فيروس كورونا ساعدت المرضى بالحقن وتعليق المحاليل في منازلهم، كما وزعت نحو 30 ألف وجبة خلال عام الجائحة على المرضى المعزولين في منازلهم أو  المستشفيات، والعمالة سواء كانوا عمال نظافة أو ورش أو مقاهي.

وتحرص «هبة»، على تنويع الوجبات يوميا: «أرز بسمتي ولحمة، سمك مشوي، فراخ وسلطة وبطاطس، كفتة ومكرونة وشيش طاووق، سمان وحمام ومحاشي»، ورغم تعرضها لظروف صحية صعبة، مؤخرا إلا أنها تصر على مواصلة عملها الخيري: «أشعر بالسعادة والراحة النفسية بعمل الخير»، مشيرة إلى استعدادها لقضاء يوم مع المسنات، تعد خلاله وجبة هائلة من المحاشي تلبية لرغباتهن.