رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«إيمان» تركت أولادها للعمل في مستشفى عزل 3 أشهر: بلدي أولى

كتب: سحر عزازى -

04:03 م | الإثنين 04 يناير 2021

إيمان حسن سالم ممرضة

أم لثلاثة أطفال أكبرهم فتاة في الصف الثالث الإعدادي، وأصغرهم طفل لم يكمل عامه الثامن، ورغم احتياج أسرتها الشديد لها إلا أنها لم تتخل عن مسؤوليتها كممرضة، وأصرت على البقاء في إحدى مستشفيات العزل ثلاثة أشهر متواصلة لا ترى صغارها، ولم تخط قدماها عتبة بيتها.

اختارت إيمان حسن سالم ابنة أسوان، أن تؤدي مهمتها على أكمل وجه وتوافق على مرافقة المرضى ورعايتهم في الوقت الذي رفضت فيه كثير من الممرضات البقاء خوفًا من الإصابة وتحمل المسؤولية وامتناع الأهل، أقنعت زوجها بالدور الوطني الذي ستقوم به وقالت له: «ممكن المريض كان يكون أبونا أو أخونا أو حد من أهل بيتنا ومحتاج للرعاية»، وافقها رغم رفضه في البداية وحديث الناس عن زوجته.

«كنت قاعدة عشان خاطر البلد، ولما شوفت الممرضات كلهم خايفين ورافضين قولت لازم أفضل مهما كانت الظروف»، تحملت الصعاب والظروف القاسية وحالات المرضى الخطرة وصوت بكاء أطفالها في الهاتف يطالبونها بالعودة: «كنت بفضل أبكي قصادهم في التليفون وأمي تقولي يابنتي ارجعي لبيتك وجوزك وعيالك أقولها لا حالة الناس خطرة وده واجبي».

تحكي «إيمان» لـ«هن»، أنها في بداية انتشار الفيروس وظهور حالات ظلت في المستشفى أسبوعين متواصلين ثم أسبوعين آخرين، ونزلت لرؤية أطفالها وزوجها أسبوعًا، ثم عادت مرة أخرى لتبقى ثلاثة أشهر متواصلة في خدمة بلدها: «كنت في قسم الرعاية، وكنت بشوف الناس على جهاز التنفس الصناعي بيغيبوا عن الوعي فجأة، وكنا بنحاول نساعدهم وبنستحمل عشان الوطن».

تستغيث لدخول ابنتها التمريض: اتحرمت منه على نص درجة

تقول إن لديها «فرحة» 15 عامًا، و«عبدالله» 12 عامًا، و«سيد» 8 سنوات، وتنتظر طفلًا رابع، وورثت منها ابنتها حب التمريض واتخذتها قدوة وقررت أن تكمل مسيرة: «بس اتحرمت منها على نص درجة، وقررت تعيد السنة عشان مش عايزة تدخل غير تمريض، نفسي حد يساعدني أحقق حلمها»، تستغيث السيدة الأربعينية لتحقيق رغبة ابنتها الوحيدة التي تحلم بخدمة الوطن مثل والدتها.

وتضيف، أن زوجها في البداية كان خائف عليها وتأثر بغيابها عن البيت لدرجة وصلت للمشاكل بينهما بسبب كثرة كلام الناس: «عشان ساكنة في بيت عيلة، الكل بدأ يضغط عليه، ولما قربت أرجع سلفتي سابت البيت ومشيت خافت مني أعديها»، أيام تتذكرها بكل حب وفخر مؤكدة أنها لم تقصر في حق بلدها حين احتاجت لها: «الموضوع كان واقف على طلاقي واخترت أكمل وصالحت جوزي بعد كده، وسعيدة إني كنت جزء من فريق التمريض اللي وقف وساعد في وقت الكل كان بيهرب وخايف».