رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

30 عاما سعادة بين زوجين مكفوفين.. «كريمة»: العمر عدى معاه بسرعة

كتب: إبراهيم الديهي -

09:03 م | السبت 02 يناير 2021

كريمة والسيد زوجين مكفوفين بالمنوفية

قصة ملهمة وعظيمة، تدل علي الاخلاص والتفاني والحب الذي طوق علاقتهما، أبطالها زوجين فاقدي البصر، تزوجا قبل 30 عاماً، دون أن يرى بعضهما البعض، ولكن البصيرة كانت حاضرة، فتعارفا في لقاءات تنظمها دور المكفوفين، تلاقت القلوب وتعلقت، وقررت التغلب على كافة الصعاب، فأسرة الزوج كانت رافضة زواجه، بسبب كثرة أشقائه الذين بلغ عددهم عشرة، فيما كانت أسرة الزوجة رافضة أيضاً هذه الزيجة، كون أسرة العريس لم تتقدم للزواج، وهو الأمر المتعارف عليه بين الناس.

قرر "السيد حمادة" و"كريمة الشرقاوي" الزواج، وحاولت أسرة الزوجة الاطمئنان عليها قبل الزواج، خاصةً أنهما الاثنين من المكفوفين، فقال لهم الزوج: "سأساعدها  في كل شيئ، ولن أتركها وحدها"، حينها اطمأنت الأسرة ووافقت على الزواج بدون حضور أهل الزوج، وشهد على عقد زواجهما شقيقها وزوج شقيقتها، وقررا ترك القاهرة متجهين للسكن في قرية "مليج" بمحافظة المنوفية، وكانت المفاجأة بأن أصول أسرتيهما الاثنين من نفس القرية. 

"دمها خفيف وحنينه وبنت ريف ومش متكبرة وشكلها جميل"، بهذه الكلمات افتتح "السيد" حديثه عن زوجته، مؤكداً أنهما يعيشان حياة سعيدة، ولا يتركها تفعل شيئاً وحدها، قائلاً: "مش بأسيبها خالص في أي حاجة، حتى الغسيل هي بتغسل وأنا بأنشر الهدوم، والناس بيحسدوني عليها"، موضحاً أنه كان لا يملك منزلاً في المنوفية، وتمكن من شراء قطعة أرض وبنائها، بعد الحصول على قرض بضمان معاشه.

بسعادة وابتسامة خفيفة، تذكرت ليالي الحب الأولى، قالت "كريمة": "الحمد لله احنا مبسوطين مع بعض، وزوجي بيحبني والعمر عدى معاه بسرعة"، مؤكدة أنها تقوم بكل أعمال المنزل دون أي تقصير، قائلةً: "بأغسل المواعين والهدوم، وبأعمل كل أنواع الأكل حتى المحشي، وباعمل كمان الكحك والبسكوت في العيد، والناس بتيجي هنا علشان تاكل من عندي وتدوق أكلي"، وأضافت أن زوجها لا يتركها في أي عمل.

وأضافت "كريمة" أن ابنهما الوحيد "أحمد" أصيب في حادث منذ عدة سنوات، ولم تتركه في محنته، بل كانت تتحمل مشقة تعبه وخدمته في فترة مرضه، مشيرةً إلى أنها تعلمت العزف على البيانو في إحدى دور رعاية المكفوفين، وسافرت إلى العديد من الدول، منها أمريكا وكندا والنمسا، لتقديم عروض فنيه برفقة أبناء الدار.

واختتمت حديثها بقولها: "حققت كل أمنياتي، الحمد لله، بس نفسي أزور النبي وأعمل عمره"، مؤكدةً أنها قامت بعمرة قبل زواجها، وتتمنى زيارة النبي مرة أخرى.