رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«جبرت بخاطر تلميذ».. حكاية معلمة تصدرت السوشيال ميديا وكرمتها النقابة

كتب: أحمد البهنساوى -

05:51 م | الثلاثاء 29 ديسمبر 2020

تكريم المعلمة

كرّم نقيب المعلمين خلف الزناتي، داليا عبد العزيز، معلمة لغة عربية بالمدرسة الابتدائية بقرية دوامة في محافظة الشرقية، لقيامها بتصرف تربوي مع أحد تلاميذها، يحمل الكثير من القيم والمبادئ، ويكشف مدى تأثير المعلم في البناء النفسي للطلاب، وأصبحت القصة بطلة لآلاف من صفحات السوشيال ميديا خلال الأيام الماضية.

الحكاية يرويها هيثم السيد صاحب عربة الحكايات والحاصل على جائزة الدولة التشجيعية فى أدب الطفل، وهو معلم لغة إنجليزية في نفس المدرسة، بقرية دوامة بالشرقية، وأحد أبطال القصة، قائلا: «إنه كان يقف في مبني المدرسة فوجد المعلمة داليا تشير إليه فتوجه لها فورا وقالت له إنها محتاجة علبة ألوان خشب حالا وعندما سألها عن السبب، قالت إن لديها طفل في الصف الأول الابتدائي كانت لديه علبة ألوان جديدة وضاعت منه وعندما اكتشف ضياعها دخل نوبة بكاء غير عادية وعندما طلبت منه السكوت من أجل الحصة وهي سوف تحل المشكلة وسوف يعود لمنزله بعلبة ألوان جديدة، سكت الطفل فعلا ولكنها لمحت دموع متحجرة في عينيه وهو يحاول السكوت».

وأضاف: «المعلمة داليا قالت نصا ماينفعش أسيبه مقهور وزعلان ومايسمعش الحصة ويضحك زي أصحابه»، وعندما أحضر المعلم علبة الألوان من منزله القريب من المدرسة طلب منها أن تقول للولد إنها أحضرتها له هدية لأنه التزم بكلامها وتوقف عن البكاء إلا أن المعلمة لم ترد على طلب زميلها وأخذت الألوان دون تعليق.

وتابع المعلم: «فور انتهاء الحصة أحضرت المعلمة داليا، الولد في يديها، وجاءت لي وقالت له قول شكرا لمستر هيثم عشان هو اللي جاب لك الألوان عشان هو بيوزع حاجات حلوة علي الأولاد الحلوين، الولد قال شكرا وطار وهو بيضحك علي فصله».

وقالت المعلمة داليا إنه لا يصلح أن تكذب عليه بأنها أحضرت له الألوان، وكان لابد من أن تعلمه يقول شكرا عندما يساعده أحد.

ووجه خلف الزناتى نقيب المعلمين، رئيس اتحاد المعلمين العرب، الشكر للمعلمة داليا على جهودها الكبيرة في تربية تلاميذها وتعليمهم القيم والمبادئ والاهتمام بنفسية الطفل، وتعليمه قيم الصدق وقواعد التعامل مع الآخرين من خلال ممارساتها التربوية الحسنة معهم.

وأوضح، أن المعلمين هم عصب التربية في كل أمة والاهتمام بالنماذج المشرفة مثل المعلمة داليا ضروري، لكى نعطي المثل والقدوة في التربية، وأصرت على تعليم الطفل سلوك محترم وحضاري وسط زحام يومها الدراسي. 

توجه محسن لطفي رئيس النقابة الفرعية للمعلمين بالشرقية إلى المعلمة داليا وتم تكريمها في مدرستها بحضور أحمد عبد العظيم مدير الإدارة التعليمية بفاقوس، وتسليمها درع التميز من نقابة المعلمين، بالإضافة إلى تكريم حسين السيد مدير المدرسة.

ومن جانبه، أكد محسن لطفي رئيس فرعية المعلمين بالشرقية أن المعلمة داليا اختارت أن تعطي لأحد تلاميذها درسا عظيما في أخلاق الصدق والأمانة والالتزام بشرف الكلمة، وتقديم المساعدة النفسية قبل المادية، وتمنح المثل والقدوة في كيف يكون المعلم ، ومدى تأثيره في بناء شخصية الطفل.

وأكدت داليا عبد العزيز، معلمة اللغة العربية، أن مكالمة نقيب المعلمين لها وتكريمها شرف كبير أدخل السرور إلى قلبها، وعكس مدى اهتمامه بالمعلم ليس في المدن فقط بل بمعلمي القرى أيضا، موجهة الشكر لزميلها هيثم السيد صاحب فكرة عربة الحكايات في نشر حكايتها الذي يلفت النظر دائما للإيجابيات التي تخص المعلمين.

وأضافت، أنها تسعى لتعليم التلاميذ القيم والمبادئ السليمة من خلال مواقف بسيطة تحدث داخل الفصل أو المدرسة، قائلة: «في كثير من الأحيان أعلمهم القيم من خلال إلقاء بعض الحواديت عليهم التي يظهر فيها بعض الأطفال بممارسة سلوكيات خاطئة والتأكيد على أنها أمور سيئة يجب تجنبها، فيشعر الطفل الذي يمارس هذا الفعل أنه خطأ وعلى الفور يعدل سلوكه إلى جانب العديد من المواقف التي استغلها باستمرار لتشكيل القيم الإيجابية لديهم».

شرح الجمل داخل المنهج بتوزيع غنائي

وقالت المعلمة المكرمة إنها تفضل شرح الجمل داخل المنهج بشكل فيه توزيع غنائي حتى يسهل على التلاميذ فهمها وحفظها، حيث استشهدت بمادة التحليل الصوتي بالصف الأول الابتدائي ومدى استيعاب التلاميذ لها باستخدام هذه الطريقة. 

وشددت، على أهمية أن يكون المعلم إنسان وأب أو أم قبل أن يكون معلم، وهو ما يتطلب منه أن يحب مهنة التدريس بشكل فعلي الأمر الذي سيعود بالإيجاب على المنظومة التعليمية وتربية النشء، مضيفة أنها تتعامل مع التلاميذ بهذا الأسلوب وهو ما يعكس العلاقة الطيبة بينها وبين تلاميذها، مع إمكان استخدام الشدة والحزم في بعض الأحيان بهدف النصح والإرشاد وتعديل السلوك.

وأكدت «عبد العزيز»، على ضرورة أن تكون الحصة متنوعة ما بين شرح وهزار وتمثيل حتى يشعر التلاميذ بالألفة، وهو ما يعود على التحصيل العلمي لهم بالإيجابية.

وأشارت، إلى أن هناك روح وعلاقة طيبة بين أسرة مدرسة الدوامة الابتدائية، ما يسهم في إنجاح العملية التعليمية داخل المدرسة.