رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«فكيه» وابنته بلا مأوى: من يوم ما اتولدت عايشين في الشارع.. نفسنا نتستر

كتب: آية أشرف -

12:11 ص | الخميس 24 ديسمبر 2020

فكيه وابنته

داخل أحد شوارع مدينة طنطا، يسير فكيه الشناوي 55 سنة، حاملًا طفلته على قلبه، يتحرك بها، ويتركها وقت عمله فقط، فمنذ وفاة زوجته، لتتركه وطفلته التي كانت حينها في عُمرها أشهر معدودة، أصبح هو الأب والأم لها، حاول بكل الطُرق رعايتها دون أن يعتمد على سيدة أخرى، إلا أن القدر أراد أن يُسلب منهما منزله أيضًا ليصبح الشارع مأواه هو ورضيعته.

أصبحت الأعوام تتوالى، يومًا خلف يوم، وشهرًا تلو الآخر، وعمره يزيد، وتتزايد عليه ضغوطات الحياة، فلم يعد لهما مأوى منذ 2012، تكبر الطفلة التي لم يسعها سوى حضن والدها والشارع، فعلى الرغم من عمله كـ«حارس عقار» طيلة تلك السنوات، إلا أنه فضل وضع مرتبه في تعليم ابنته، بدلًا من البحث عن منزل، فإيمانه بتعليم ابنته كان دافعه الأول والأخير، حتى خسر عمله أيضًا وتركت الطفلة التعليم، وسلبوا من جميع أحلامهم. 

البرد القارس يأكل في جسده النحيل، تقلبات الطقس تقلبهم يمينًا ويسارًا وهم يستلقون في الشارع، لا يستر جسدهما سوى «مشمع بلاستيك» يحاول حماية طفلته التي يشتد جسدها يوم بعد الآخر، فيزيد خوفه عليها من النفوس المريض، ولكن «العين بصيرة والإيد قصيرة» فلم يعد هُناك عمل يعمله، ولا منزل أو مال، فقط الشارع مأواهم الوحيد. 

أنا بنتي من وهي رضيعة وعايشين في الشارع 

هكذا تحدث الأب الخمسيني، لـ «هُن» عن رحلة عذابه، قائلًا: «من يوم ما مراتي ماتت وسابتلي بنتي 11 شهر، وأنا واخد بالي منها، وسبت مكاني في الغربية، عشان الشغل، وكن بشتغل حارس عقار في طنطا لحد ما كل حاجة وقفت». 

وتابع «فكيه»: «قبل ما أسيب الشغل كان قبضي 800 جنيه، كانوا بيكفونا أكل وإني أعلمها عشان يبقى معاها شهادة، أخاف عليها تتمرمط في الدنيا زيي، وكنت بقول بكرة نأجرلنا أوضة ولا مكان يلمنا». 

لحظات من الرعب كانت تعيشها الفتاة، وهي تحاول الاختباء خوفًا أن يراها أحد من اصدقائها في المدرسة: «كنت بجيب بنتي وأخبيها وأغطيها قبل ما حد يشوفها ويعرف إنها عايشة في الشارع، وكنت قايلها المهم تتعلمي، لحد ما كل حاجة راحت». 

اشتداد أزمة كورونا ربما كانت السبب في ترك الأب الخمسيني عمله، فلم يجد أمامه سوى أن يمنع ابنته رغمًا عنها من الدراسة: «قعدتها من المدرسة، مبقاش معانا مليم نصرف، وبقى مفيش ولا بيت ولا تعليم ولا حاجة». 

واستطرد الأب باكيًا: «أنا خليت حد يصورنا وينزل الصورة يمكن حد يساعدنا مش عاوز فلوس أنا مش بتسول ببنتي، أنا بس عاوز مكان يسترنا».