"بخيل جدًا ومعفن.. لدرجة إنّه بيرقم البيض، ويعد أرغفة الخبز، ويعلم علبة الجبن بالقلم بعدما نأخذ منه، يحسب كل شيء خاص بالأكل في المطبخ، حتى الطماطم والخيار والبطاطس".. بهذه الكلمات بدأت (دينا أ) في سرد مآساتها أمام المستشار رامي نصّار رئيس محكمة الأسرة بالفيوم، تلك المعاناة التي اضطرتها لرفع قضية طلاق، وهي لا تزال عروس، لم يمر سوى ثلاثة أشهر على زفافها.

3 أشهر تذوقت فيها كل معاني الحرمان، فلم أستطع التحمل أكثر من ذلك، مضيفة: "ولو حسيت إني جعانة وأكلت حاجة بيرجع يلاقيها ناقصة يضربني، المفروض إني أفطر معاه بس، وماكلش ولا لقمة لحد ما ييجي، وهما وجبتين فقط على مدار اليوم، أمّا الفلوس فأنا نسيت شكلها لأنها من المحرمات". 

وبينما تنهمر دموعها من عينيها، تروي معاناتها قائلة إنّها ارتبطت به بطريقة الصالونات، حيث رشحها أحد الأصدقاء المشتركة بينهم فتقدّم لخطبتها ووافقت، ولم تكن مثل أي فتاة فلم يكن يصطحبها لأي مكان ولم يكن يحضر هدايا ولا يحضر أي حلوى أو فاكهة مثلما يفعل أي عريس وكان دائمًا يبرر ذلك بعدم وجود أموال معه بسبب إنفاقه على شقة الزوجية والأثاث ومتطلبات الزفاف فكانت تصدقه خصوصًا أنّه كان دائم الوعود لها بأن يعوض كل ذلك بعد الزواج عندما تستقر أمورهم المادية.

وتابعت "دينا"، أنّه تم الزواج ورفض السفر لشهر العسل رغم امتلاكه الأموال بحجة الحفاظ على الأموال لـ"وقت زنقة" فلم تتذمر ولم تشتكي، ولكن لم يمر سوى أسبوع واحد على الزواج وبدأت تلاحظ أنّه شديد البخل، فكلما تدخل المطبخ تجده يقوم بعد أرغفة الخبز، ويرقم البيض بقلم ألوان ويعد حبات الطماطم والخيار والبطاطس حتى البصل، وعندما سألته ماذا يفعل فقال لها إنها شديدة الإسراف وتُنتهي الطعام بسرعة ومن المفترض أن يدوم في المنزل لأيام أكثر، ظنت أنّها مزحة منه لكنها فوجئت بأنّه عندما يعود من العمل يوميًا يراجع أعداد كل شئ بالمنزل.

زادت حدة المشكلة لدرجة أنّه بدأ يضربها إذا أكلت "بيضة" أو قطعة جبن مع رغيف خبز في غيابه، قائلًا لها "إنتي مفجوعة وهتخلصي كل الأكل"، ويوجهها بعدم تناول أي شئ من الطعام في غيابه، وأنها تفطر معه وتتناول وجبة الغداء معه، حتى أنّه كان يحدد لها رغيف خبز واحد مع بيضة فقط في الإفطار أو قطعة جبن، وكذلك في الغداء ولم يهتم أنها لم تشعر بالشبع بعد ولن يتناولا العشاء بحجة عدم رغبته في اكتسابهما وزن زائد "وفقًا لحديث دينا".

وأشارت إلى أنّها حاولت تغيير عادة البخل معه مرارًا وتكرارًا ولكن دون جدوى فكلما كانت تقول له أنّه بخيل وأنها لن تتحمل بخلها كان يبرحها ضربًا ويؤكد أنّ هذه هي عادته ولن يُغيرها، اضطرت أن تشتكي لأهله ولكن كان النتيجة ضربًا مبرحًا تسبب في كدمات في وجهها وسحجات بجسدها النحيل الذي خسر وزنه بسبب الجوع، فقررت أن تضع حدًا لتلك المعاناة وتنفصل عنه قبل أن ترزق منه بأطفال يعانون الأمرين معه بسبب بخله الشديد.

وكشفت "دينا" أنّها عندما طلبت منه الطلاق رفض تطليقها إلا بعد إبراء ذمته والتنازل له عن كل حقوقها من نفقة ومؤخر وحتى العفش سواء الذي اشتراه هو أو الذي اشترته في جهازها، فرفضت ولم يكن أمامها إلا محكمة الأسرة لتتطلق منه وتحصل على حقوقها كاملة.

وقرر رئيس المحكمة إحالة الطرفين إلى لجنة الوعظ والإرشاد في محاولة أخيرة للصلح بينهم على أن يعود الطرفين للمحكمة مرة أخرى في بداية الشهر القادم ويتم إصدار الحكم النهائي بناءًا على التقرير الذي يقدمه "شيخ الوعظ والإرشاد" سواء بمنحهما فرصة أخرى أو بتطليقهما.