كتب: سمر عبد الرحمن -
11:06 ص | السبت 05 ديسمبر 2020
"قلبي على ولدي انفطر، وقلب ولدي عليا حجر".. مثل جسد معاناة الأمهات مع الابن العاق، ربما عاشت كل مشاهده سيدة سبعينية رماها ابنها في أحد شوارع دسوق بمحافظة كفر الشيخ، ضارباً بسنوات عمرها التي ضاعت في تربيته وتوصيله لبر الأمان عرض الحائط، وهانت عليه عيشتها لأوقات طويلة في الشارع، إلى أن أودعت دار مسنات بالمحافظة.
"ب.ز.ف"، سيدة مسنة تبلغ من العمر 70 عاماً، كانت تجوب شوارع دسوق على الرغم من اأنها من محافظة الغربية، بحثاً عن طعام يسد رمقها، ومكان يؤويها بعدما طردها ابنها العاق وضربها، لتواجه قسوة الشارع وحدها، طالبة بألا يعرف لها مكاناً حتى لا يؤذيها هو وزوجته.
وبدموع لم تنقطع قالت السيدة المسنة، إنها تعبت على تربية نجلها بعد وفاة زوجها، وجلست معه بعد زواجه إلا انه لم يصنها وكان دائم الإعتداء عليها بالضرب هو وزوجته، "كنت قاعدة معاهم وبيخد معاشي، وهو ومراته كانوا بيعذبوني وبيضربوني وكنت بهرب كتير من قسوتهم، ولأن أنا بحب آل البيت كنت باجي على سيدي إبراهيم الدسوقي هنا في دسوق، ومرة جه خدني والناس أخدوا عليه تعهد في الشرطة بحسن رعايتي، لكن رجعت ريما لعادتها القديمة، وكان بيكتفني ويضربني وأنا مش عاوزاه يعرف مكاني".
وأضافت خلال نقلها لدار مسنات، "ضربني وبهدلني متمرش فيه التربية ولا التعب، ومش عاوزة أرجع ليه، البيت بيتي ومش عاوزاه، كسرلي رجلي قبل كده ولو رجعلته هيموتني، كان بيقولي هكتفك وهرميكي في الترعة، فسيبت البيت وهربت، ومعرفش مكان غير سيدي إبراهيم الدسوقي، ومش عاوزة أرجع".
وبمجرد أن علمت هيام الطباخ، معاون محافظ كفر الشيخ، بوجود السيدة في أحد شوارع دسوق، أرسلت فريقاً من التدخل السريع بمديرية التضامن الاجتماعي ومحمود ابو الحسن، من حملة إيواء المشردين لمكان السيدة، ونُقلت لإحدى دور المسنين، بعدما تركت منزل إحدى السيدات اللائي تكفلن برعايتها، قائلة:" حد من جمعية خيرية شغالة معانا في حملة إيواء المشردين، لقى السيدة في الشارع تبكي مؤكدة أن ابنها ضربها مرة أخرى، فحدثني وعلى الفور وفرنا لها مكانًا في دار مسنات، ونُقلت عبر سيارة إسعاف، ضمن حملة المحافظة لإيواء المشردين اللي أطلقتها استجابة لجريدة الوطن من قبل.. ولن نترك مشردًا او مسناً واحداً في الشارع".