رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

رحلة دنيا مع التنمر بسبب عيوب خلقية: دخلت 11 عملية ومبحبش أبص في المرايا

كتب: يسرا محمود -

08:05 ص | الأحد 22 نوفمبر 2020

دنيا علاء السيد

تجلس وحيدة داخل غرفتها، مُؤثِرةً المكوث بها طيلة الوقت عن مغادرة المنزل، حتى لا ترى نظرات المارة القاسية وحديثهم المتنمر على هيئتها المختلفة بسبب إصابتها ببعض التشوهات الخلقية، مفضلة اعتزال الجميع حتى لا تسمع ما يؤذيها، ويترك بداخلها أثرا يصعب نسيانه.

"دنيا": كنت عايشة على كرسي متحرك لحد 6 ابتدائي

"مبحبش أبص في المرايا، وبكره أتصور"..  بتلك الكلمات تبدأ دنيا علاء السيد حديثها لـ"الوطن"، قائلة إنها أصيبت بتلك التشوهات الخلقية منذ ولادتها، فضلا عن معاناتها مع قدميها الملتويتين، ما تسبب في خضوعها لما يزيد عن 11 عملية جراحية منذ عمر الـ6: "كنت عايشة على كرسي متحرك، لحد ما قدرت أمشي لأول مرة في 6 ابتدائي، وكنت طايرة من الفرحة"، حيث إنها كانت تعتمدت على والدتها في كافة الأمور.

ظروفها الصحية في مرحلة الطفولة، منعتها من الذهاب إلى المدرسة، التي لم تتوجه إليها إلا لحضور الامتحانات داخل مكتب المدير بصحبة والدتها، التي تعد "البطل الأول" في حياتها: "هى اللي بتذاكرلي وتشيلني وتأخد بالي مني، أنا من غيرها ولا حاجة".

بدأت "دنيا" في التوجه إلى المدرسة منذ المرحلة الإعدادية، مفضلة البقاء وحيدة دون أصدقاء، محاولة تجاهل النظرات الغريبة التي لا تبرح أعين زملائها: "بيحسسوني إني كائن فضائي، كإني أنا الوحيدة في العالم اللي كده"، لتستمر وحدتها معها حتى إلتحاقها بالكلية العلوم عقب تفوقها في الثانوية العامة بمجموعة 94.6%، الذي لم يؤهلها لتحقيق حلمها بالدراسة في كلية الصيدلية، إلا أنها اجتهدت في دراستها الجامعية بتقدير جيد جدا، ثم التحقت بدبلومة خاصة بدراسة الكمياء الحيوية، والتي حصلت خلالها على تقدير امتياز.

"دنيا" تناشد المسؤولين للحصول على وظيفة

خلال تفوقها الدراسي، حاولت صاحبة الـ25 ربيعا إجراء عمليات تجميل، أملا في التخلص من النظرات الجارحة التي تعاني منها طيلة حياتها، لتُصدم بتقرير أعده 4 أطباء خلال الشهر الماضي، يؤكد استحالة الخضوع لتلك الجراحات لخطورتها على صحتها، "إتقالي إن العملية هتعمل في الفكين اللي متوصلين بالرقبة والعمود الفقري، وده هيسببلي شلل رباعي أو يموتني"، ما دفعها للعزوف عن ذلك الأمر، راضية بقضاء الله، لتذكر نفسها باستمرار بقوله "لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ". 

البحث عن وظيفة مناسبة بات هو الهدف الوحيد الذي تسعى "دنيا" إلى تحقيقه، "من ساعة ما اتخرجت مش لاقيه شغل، وبناشد المسؤولين يساعدوني، علشان أفرح أهلى ومحسش إني عالة عليهم ويبقى ليا دور".