رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

أخبار تهمك

نظرها راح وإيدها شغالة.. "أسماء" كفيفة تصنع سجاد يدوي: نفسي أتشهر

كتب: عبدالله مجدي -

08:58 م | الثلاثاء 17 نوفمبر 2020

أسماء حنفي خلال عملها في صناعة السجاد

تجلس في مكانها المعتاد لإنجاز مهمتها، تتحسس بأنامل أصابعها تلك الورقة التي تضعها على قدميها، حاملة بين طياتها تصميمات دقيقة، وباليد الأخرى تمسك بالخيوط، واحدًا تلو الآخر، ترتسم على شفتيها ابتسامة كبيرة، لما لا؟، وهي تقوم بالعمل الذي عشقته وطالما تمنت أن تتعلمه وتمارسه، للتغلب على كونها كفيفة، وتنتصر على أي معوقات تقف في طريقها حتى وإن كانت خارجة عن إرادتها.

دراسة أسماء حنفي للتاريخ بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، لم يكن دافعَا كبيرًا لها من أجل البحث عن فرصة عمل في مجال تخصصها، فهوايتها بالأعمال اليدوية ورغبتها للبحث عن ذاتها في ذلك المجال كان سببا في تعلمها كيفية صنع السجاد اليدوي، في أحد الدور الخيرية، لتقرر أن تحقق إنجازا في ذلك المجال.

بداية تعلق الشابة العشرينية بالأعمال اليدوية جاءت قبل عدة سنوات، حيث تروي لـ"الوطن"، أنها كانت تستغل أوقات الفراغ في رسم "التابلوهات" المختلفة باستخدام الخيوط، التي كانت تنال إعجاب كل من يراها، حتى سمعت يوما ما عن مكان مخصص لتعليم المكفوفين صناعة السجاد اليدوي، لتقرر أن تخوض التجربة.

مهمة "أسماء" في رسم الأشكال المختلفة على السجاد ليست بالسهلة، بل تتم على مراحل عديدة، "الرسمة بتيجي جاهزة، والجمعية اللي بنشتغل فيها بتحول الرسمة لأرقام حسب ترتيب معين"، ليتم طباعة تلك الأرقام بطريقة برايل، وتنفيذها خلال العمل على السجاد، حيث تتحسس الأرقام بأصابعها، وباليد الأخرى تعمل على رسمها بالخيوط ذات الألوان المختلفة.

أما عن تفرقتها لألوان الخيوط المختلفة، فيكون بواسطة حاسة اللمس التي تعد الحاسة الأهم بالنسبة لها، "بفرقهم باللمس، كل خيط وله لمسه مختلفة، وبعرف ده من خلال الشغل"، كذلك تساهم الجمعية في المساعدة بتوفير مكان مخصص لكل لون حتى لا يختلط الأمر على العاملين من المكفوفين على السجاد.

عامين كاملين احتاجتهما "أسماء"، وزملائها لإنتاج سجادة واحدة من الحجم الكبير المتعارف عليه، "بيكون شغل غير متواصل يعني ممكن بشتغل 3 أو 4 أيام في الأسبوع"، فالعمل بالنسبة لهم يستغرق وقت أطول بحكم فقدانهم للنظر، إلا أنها تحرص على أن تكون ذات جودة كبيرة.

تتمنى "أسماء"، أن تنل أعمالها من السجاد اليدوي إعجاب الكثيرين، وأن تكون من المشهورين في تلك الصناعة، وتشهد أعمالها إقبالا كبيرًا.