منذ زمن ليس ببعيد، أحبت هند إبراهيم سليمان، المشغولات اليدوية، معتبرة أن هذا الفن يعد أحد أهم سمات التراث المصري والتي يجب الحفاظ عليه، لم يكن في حسبان السيدة الأربعينية يوما أن تصبح من رواد مجال صناعة المفروشات اليدوية المصنعة بذوق رفيع لتناسب السوق العصري.

البداية كانت عندما شغلت ابنة محافظة الإسماعيلية، وظيفة "مدرسة" تربية فنية في إحدى المدارس، حتى عملت في مصانع الملابس بعد ذلك، إلى أن تعلمت حياكة الملابس من خلال بعض الكورسات: "لما حبيت أجهز بنتى من المفروشات حبيت أغير حاجات كتير خصوصا إن القطن المصرى أفضل بكتير من الشغل التركى، فقررت أعمل مفروشات بطابع مصرى وخامه قطن تفوق المستورد، وكان تركيزي على الجودة والمقاسات الكبيرة".

هند: اشتراكي في معرض "تراثنا" كان أجمل مكافأة لشغلي

لاقت الفكرة استحسان عدد كبير من أصدقاء "هند" الذين اعتبروا أن تلك الخطوة بمثابة إحياء لفن أوشك أن ينقرض: "الفكرة عجبت أصحابي وطلبوا منها شغل ليهم، فكبرت المشروع بتاعي واشتريت خامات و2 ماكينه عشان اشتغل إللى نفسي بنتى تفرشه فى بيتها، حبيت أخليها مختلفة عن كل زمايلها ويبقي شغلها تراثي مموذج بروح العصر".

أدخلت "هند" التطريز العربي في الملايات والأسرة في نموذج يعد هو الأول من نوعه في مصر: "علشان أكمل الطقم كله صممت الموديل كامل ومعاه اللحاف والكوفرته ودخلته مشاغل عشان يكون المنتج النهائى متناسق، وكل ده هاند ميد، وده الجديد في الشغل، كنت بفرح جدا لما بسمع كلام حلو عن الشغل أنه مميز، وده شجعني أنزل اوبن داى ومعارض، وفي معرض تبع جامعة قناة السويس شغلي عجبهم ونزلت معاهم معرض تراثنا ودي كانت خطوة مميزة فرحت بيها جدا وحسيت إنها مكافأة ليا".

برأس مال بسيط قررت" هند" أن تعمل في مجال المفروشات اليدوية، من خلال قرض من الغرف التجارية: "بتمنى يكون عندى محل كبير وأعلم فيه التطريز رالرسم على القماش والخياطة وكل مايخص المفروشات".

تحلم" هند" أن تنشئ مشغل خاص بها، يحوي العديد من الماكينات الحديثة للتصنيع اللحاف والكوفرته والتطريز على أن يكون به ربط مابين الهاندميد والتصنيع بالماكينات، وتعليم الفتيات شغل الهاند ميد "لأنها تعتبر حرفة مميزة"، وتضيف: "شاركت فى معارض الغرفة التجارية، وعملو لى قرض عشان أوسع فى الشغل، وشاركت فى معارض كتير تبع مجلس المرأة والمشروعات الصغيرة وعظيمات مصر".