كتب: هبة وهدان -
01:49 م | الإثنين 28 سبتمبر 2020
"لابد للمرأة أن تتساوى مع الرجل ولابد أن تسقط بقايا الأغلال التي تعوق حركتها الحرة حتى تستطيع أن تشارك بعمق وإيجابية في الحياة "، كانت تلك بعض كلمات الرئيس الراحل جمال عبدالناصر خلال الميثاق حين سعي من خلاله لتحرير المرأة .
واستطاع الرئيس الراحل منح المرأة حقوقها السياسية كاملة وذلك فى عام 1956 والذي تضمن ولأول مرة حق المرأة في الانتخاب والترشُّح، وطبق عليها مبدأ تكافؤ الفرص، فأصبحت مديرا عاما وأستاذا في الجامعة ووزيرا وتساوت مع الرجل في الأجور والمرتبات.
وكان عهد جمال عبدالناصر الذي يحل اليوم ذكرى وفاته، شاهد على كثير من انتصارات المرأة فحظيت على كثير من المناصب التي لم تتقلدها من قبل وخير دليل على ذلك هو تنصيب حكمت أبو زيد لتصبح أول سيدة تتقلد منصب وزيرة في مصر عندما اختارها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر أول وزيرة للشؤون الاجتماعية في 25 سبتمبر 1962.
حكمت التي أطلق عليها الرئيس عبد الناصر "قلب الثورة الرحيم" في عام 1940 التحقت بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول وهى جامعة القاهرة حاليًا وكان عميد الكلية وقتها الدكتور طه حسين، الذي تنبأ لها بمكانة رفيعة في المستقبل لملاحظته قدرتها العالية في المناقشة الواعية.
ولم تكتف "أبو زيد" بالحصول على المؤهل الجامعي، بل حصلت على درجة الماجستير من جامعة سانت آندروز باسكتلندا عام 1950، ثم درجة الدكتوراة في علم النفس من جامعة لندن بإنجلترا عام 1955، وفي العام نفسه، عملت أبو زيد أستاذًا بكلية البنات جامعة عين شمس، إلى أن اختارها عبد الناصر وزيرة للشؤون الاجتماعية في العام 1962.
كما حظيت المرأة بحق أخر في عهد الرئيس وهو التمثيل البرلماني فكانت النائبة راوية عطية أول امرأة مصرية تكسب عضوية البرلمان بعد فوزها بعضوية مجلس الأمة في انتخابات سنة 1957، كما انها أول امرأة مصرية تعمل في الجيش المصري بصفتها ضابطة.
وولدت راوية يوم 19 أبريل 1926 في محافظة الجيزة لأب يعمل سكرتير عام حزب الوفد عن محافظة الغربية ودخل السجن بسبب آرائه السياسية، وأكملت تعليمها على عكس أغلبية النساء المصريات في الحقبة الزمنية التي عاصرتها، وحصلت على شهادات جامعية في مجالات مختلفة وهي: الليسانس من كلية التربية جامعة القاهرة سنة 1947، ودبلوم في التربية وعلم النفس، وماچستير في الصحافة، ودبلوم في الدراسات الإسلامية، وقد اشتغلت راوية في التدريس لمدة 15 عاماً، وعملت في الصحافة فترة قصيرة لا تزيد عن ستة أشهر.
واستطاعت المرأة في عهد الرئيس الراحل أن تتصدر رئاسة تحرير صحيفة لأول مرة وتنافس في مهنة كان يسيطر عليها الرجال، عن طريق الكاتبة الصحفية أمينة السعيد التي تعد من أولى السيدات اللاتي اشتغلن بالصحافة.
في عام 1954 أصدر أمين زيدان مجلة حواء، وكانت أمينة السعيد رئيسة التحرير، لتكون بذلك أول رئيسة تحرير امرأة، وبعد رحيل الكاتب فكري أباظة عن رئاسة تحرير المصور، تولت أمينة رئاسة تحريرها، ثم ترأست مجلس إدارة دار الهلال.
ووفقًا لقوانين الصحافة المصرية دخلت مجلس إدارة نقابة الصحفيين، وكانت أول سيدة عضو منتخبة في مجلس نقابة الصحفيين، وفي 1959 كانت أول سيدة تتولى منصب وكيل نقابة الصحفيين، كما كانت عضوًا بمجلس الشورى، وتولت منصب سكرتير عام الاتحاد النسائي الذي أنشأته هدى شعراوي.
وفى عام 1970 تم تمثيل وفد نسائي يتضمن عائشة راتب وعزيزة حسين وآخريات، لصياغة مسودات اتفاقية المرأة الدولية.