رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

سيدة وأولادها وأحفادها يعيشون في قارب بنهر النيل.. "الحياة في 3 أمتار"

كتب: عبدالله مجدي - ندى نور -

08:29 م | الثلاثاء 15 سبتمبر 2020

فوقية فرج تعيش بقارب في النيل

قارب صغير متهالك في وسط النيل، ملون بالأزرق والأحمر، يحوي داخله أدوات تحضير الطعام، تمسك بمجدافيه سيدة يبدو عليها ملامح العمر المتقدم، ترافقها حفيدتها التي تبلغ من العمر 4 أعوام، تسير باتجاه الشاطيء ومعها بعض الأسماك، وعلى البر يقف زوجها في انتظارها ليبيع رزقهم من النيل لأحد الزبائن، ذلك اليوم الذي اعتادوا عليه منذ سنوات طويلة.   

في ذلك القارب الصغير الذي لا تتجاوز مساحته الـ3 أمتار، والذي استقر أسفل كوبري الجلاء، تجلس في داخله سيدة اكتست ملامحها بطابع النيل، الذي ترك أثره عليها، فهي لا تفارق قاربها إلا للضرورة القصوى، ليصبح محل إقامتها الدائم منذ عدة أعوام.

"أنا عايشة مع جوزي في القارب ده"، أصبح ذلك القارب محل إقامة السيدة الستنية فوقية فرج، منذ أن تركت بلدتها في محافظة المنوفية، للعيش برفقة زوجها في القاهرة، إذ يعمل في صيد الأسماك من النيل وبيعها للمحلات أو للمارة من أمام المرسى.

لم يكن القارب مجرد وسيلة عمل "فوقية" وزوجها لكسب قوت يومهم، بل كان مكانا لحياتها الكاملة، فرغم صغره إلا أنه كبيرا في احتوائهم، فيحوي شعلة لتحضير الطعام موصلة بأنبوب بتوجاز، كذلك به الأطباق والأواني اللازمة للطهي، "بعمل أكلي كله على النار دي، وبناكل في القارب".

في المساء يتحول القارب إلى سرير لاستيعاب الزوجين، وأبنائهم، "بنفرش بطانية في بطن القارب وبنطلع المخدات وبنام"، وفي أيام الشتاء شديدة البرودة، ينصب خيمته أعلى القارب، لتحميهم من مياه الأمطار والبرد.

أبناء السيدة الستنية الثلاثة لم يفكروا في تغير نمط الحياة التي عاشوها، فعلى بعد أمتار صغيرة من قارب "فوقية"، يقع قارب نجلها الأكبر "السيد"، والذي يعيش فيه رفقة زوجته وابنته، "كلهم عايشين كده، ممكن حد بيشتغل شغل تاني بس لازم يرجع للقارب"، عدا ابنتها الصغرى هي الوحيدة التي تعيش خارج النيل.

"النيل هو حياتي"، مرات قليلة خرجت فيها "فوقية" من قاربها إلى الشارع والطرقات، فمنذ أن أتت في العشرينات من عمرها وهي تعيش بداخله، "مقدرش أبعد عن النيل أبدا، هو حياتي ومصدر رزقي في الحياة".