رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

ولد قبل انفجار مرفأ بيروت بـ"ربع ساعة".. حكاية الطفل "نبيل" ووالدته

كتب: هبة وهدان -

03:40 ص | الجمعة 07 أغسطس 2020

جاد وطفله نبيل

ربما لم ينسى العالم، مشاهد إنفجار مرفأ بيروت، التي لم ولن تُمحى من الذاكرة، فما بال الأب الذي التقطته الكاميرات، وهو يحمل طفله الذي جاء للدنيا قبل ربع ساعة فقط، من وقوع الإنفجار.

صورة الأب وطفله حديث الولادة، تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، يشجبون بها الحادث الذي آلمهم على بيروت الشقيقة، إلا أن حكاية الصورة، لا يعرفها من تداولها.

ووفقا لـ"النهار" اللبنانية، فإن هذا الأب "جاد" وزوجته "كريستال"، كانا ينتظران مولودهما البكر بفارغ الصبر، ولم يتوقعان أن يعيشا فصولاً من الرعب والخوف، وهما ينتظران الحياة، وفجأة وجدا نفسيهما في مواجهة الموت في غرفة الولادة.

في الوقت الذي تتمسك فيه كريستال بحلم الأمومة الذي ستحمله بين يديها، كانت بيروت على موعد مع كارثة محققة، إذ أنه بعد دقائق معدودة وإذ بطفلها "نبيل" يُبصر للنور وبعد ربع ساعة من ولادته دوى الانفجار في بيروت.

ويروي جاد صوايا، ما جرى معه هو وزوجته وطفله قائًلا: "كنا في انتظار طفلنا نبيل، وُلد قبل ربع ساعة فقط من الانفجار، وبينما كنتُ مع الممرضة لتنظيفه والصعود إلى الغرفة، كانت كريستال تخضع للرعاية الطبية، كانت زوجتي في انتظارنا في الغرفة، دخلت مع طفلي للقاء كريستال، وما هي إلا دقائق حتى دوى الانفجار، كنتُ بقرب النافذة عندما سمعت صوت طيران، وما لبثتُ أن استدرت حتى وقع الانفجار، وقعتُ على الأرض وكريستال  وقعت هى الأخرى".

الصورة هزَّت إنسانيتنا... الممرضة البطلة الصامدة وسط الركام: "مستحيل أتركهم"

ويستكمل: "لم نكن نستوعب ما حصل، كل شيء محطم في الغرفة، الزجاج متطاير، ليس هناك شيء في مكانه، توجهتُ بسرعة إلى طفلي وحملته بين يديّ وذهبتُ أبحث عن زاوية للاختباء، كنتُ خائفاً من حدوث انفجار آخر، وبعد دقائق من احتضاني له، عدنا إلى الغرفة، كانت الجروح في جسدي وجسد زوجتي، كان علينا الخروج من هناك بأي طريقة".

وأضاف: "حملتُ نبيل بين يديّ وحاولتُ مساعدة زوجتي التي لم يمر على ولادتها ربع ساعة، كان علينا النزول 5 طوابق على السلالم، وبينما كان نبيل بين يديّ، وصل رجل وساعد كريستال لم يكن ممرضا كان لديه شقيقه هناك، وهرع لمساعدتنا".

ويسترجع جاد تلك اللحظات الصعبة والصادمة: "لم نكن نعرف ما حصل فعلاً، كل ما حولنا دمار ودماء وجرحى كان المستشفى في حالة يُرثى لها، وبعد الاطمئنان على صحة نبيل، توجهت الممرضات لمساعدة باقي المرضى والجرحى، كان هناك 5 ولادات بعد نبيل، كان الكل يريد المساعدة، يركض من أجل أشخاص لا يعرفونهم".

لم ينسى نبيل الشخص الذي ساعده هوه وزوجته رغم أنه لم يتذكر اسمه: "أريد أن أشكر الشخص الذي ساعدنا، لا أعرف اسمه، وكل الأطباء والمرضى الذين اتصلوا بنا للاطمئنان على صحتنا في اليوم التالي مع أنهم يعيشون وسط الدمار والخراب الذي حلّ بالمستشفى فاتصالهم أثر فينا، بالرغم من الخسائر الكبيرة كانوا يسألون على كل شخص كان موجوداً في المستشفى".