رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

موضة وجمال

المعاناة مع السمنة في مشروع تخرج ياسمين: تترك ندوبا في الروح قبل الجسد

كتب: سما سعيد -

07:11 م | الجمعة 26 يونيو 2020

لوحة بعنوان

الندوب هي أثر التئام الجروح بالجسم، وتوجد  فئة ليست بالقليلة من النساء تعاني من السمنة والتي تشمل كل تفاصيل حياتهن بشكل او بآخر، فمنهن من تعاني من عدم القدرة على ارتداء الملابس بشكل طبيعي، ومن ليس لها الحق في الزواج، ومن لا تجد الحق في ركوب المواصلات العامة بشكل طبيعي، وتجبر على دفع ضعف الأجرة لتجد لها مكانا وسط المجتمع، بجانب المعاناة من سماع كلمة مسيئة أو تحرش لفظي وأحيانا جسدي بهن، بالإضافة للمشكلات الصحية من عدم استطاعتهن حتى التنفس بشكل طبيعي، وممارسة الأنشطة اليومية العادية والبسيطة.

لكل هذا وأكثر، أرادت ياسمينا أشرف، الطالبة بكلية الفنون الجميلة تجسيد تلك المعاناة التي تعتبرها حالة خاصة لمرورها بنفس الأزمة في فترة من حياتها، عن طريق رسمها لوحة تعبر عن مدى معاناة السيدات ممن يعانون من مرض السمنة.

وعن تجربتها الشخصية، قالت "ياسمينا"، في حديثها لـ "هن"، إن من يعاني من أمراض مزمنة قد تؤدي لفقدان الحياة نفسها، يتعرض لضغط مجتمعي ونفسي ليس بالهين أبدا، هؤلاء النساء تسلب منهن أجمل أيام حياتهن وحريتهن في ممارستها بشكل طبيعي، بل يسلب منهن حق التنفس والزواج والصحة والتحدث بصوت مسموع، وكل شيء.

وتابعت "ياسمينا"، "هذا المرض يتسلل بداخل كل إنسان وخاصة المرأة، والتي يعد من أهم أولويتها أن تكون فاتنة وجميلة بأعين نفسها قبل الناس.. هذا المرض يشوه كل ما فيها يدمر ثقتها بنفسها ويجعل منها كائنا محبطا مستسلما لكل تحديات الحياة، ويجعل منها شخصا سلبيا غير قادر على أخذ قرار قوي ليوقف هذه المهزلة، فتصبح مريضة السمنة في غرفة مظلمة معزولة عن باقي المجتمع، فاقدة حق التكلم والتنفس وحق الحياة".

صورت ياسمين في لوحاتها مرض السمنة بالندوب، كلما نظرت لنفسها تذكرت كل جراحها القديمة، وفي النهاية لا منقذ لهؤلاء النساءغير أنفسهن.

 وفي نهاية حديثها مع "هن"، أكدت طالبة الفنون الجميلة، أنها تؤمن بأن الفن رسالة لذلك لم ترغب فيرسم لوحة لتمدح أو تشجع هؤلاء النساء على الاستمرار في مسيرة انتحارهن على حسب قولها، بل لتشجيع كل امرأة منهن على أن تتخلص من سنين الغفلة وتشعل حماسها ورغبتها الجبارة في التوقف أمام هذا الوحش المميت بكل ما تملك من عزيمة وإرادة لتعيش حياه طبيعية، قائلة: "أتمنى لكل نساء العالم الحياة الهادئة خالية من الأمراض مليئة بالصحة  والسكينة فهن يستحقن العيش في حياة بدون أي صراعات مع الذات والمجتمع".