كتب: غادة شعبان -
09:04 ص | الإثنين 01 يونيو 2020
"عندما يغلق باب السعادة، يفتح آخر، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلًا إلى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا"، عبارة شهيرة للأديبة والكاتبة والمحاضرة الأمريكية، هيلين كيلر، التي تغلبت على إعاقتها وقاومتها حتى سُميت بالمعجزة.
ويتزامن اليوم الذكرى 52، على رحيل الأديبة هيلين كيلر، التي توفيت عن عمر ناهز 87 عامًا، في 1 يونيو عام 1968.
عانت من المرض قبل بلوغها عامها الثاني، وافترض أطباء الأطفال حينها إصابتها بالحمى القرمزية أو التهاب في الرأس "السحايا"، ما ترتب عليه فقدانها السمع والبصر، كانت ولا تزال ملهمة لغيرها من السيدات، فأصبحت أيقونة فى مجال الصم والبكم كأول شخص كفيف وأصم يحصل على شهادة الليسانس.
ويُقدم "هُن" ملامح من حياة هيلين كيلر، خلال السطور التالية، وفق المؤسسة الأمريكية للمكفوفين.
كانت هيلين تتواصل مع الآخرين من خلال مارتا واشنطن ابنة طباخة العائلة التي بدأت معها لغة الإشارة وعند بلوغها السابعة أصبح لديها 60 إشارة تتواصل بها معهم، وبالرغم من ظروفها لكنها استطاعت الحصول على شهادة في اللغة الإنجليزية فذهبت إلى مدينة بالتمور لمقابلة طبيب مختص بحثا عن نصيحة فأرسلها إلى ألكسندر غراهام بل الذي كان يعمل آنذاك مع الأطفال الصم فنصح والديها بالتوجه إلى معهد بركينس لفاقدي البصر حيث تعلمت لورا بردجهام.
وقع الاختيار على المعلمة آن سوليفان التي كانت في العشرين من عمرها لتكون معلمة هيلين وموجهتها ولتبدأ معها علاقة استمرت 49 سنة، حصلت آن على إذن وتفويض من العائلة لنقل هيلين إلى بيت صغير في حديقة المنزل بعيدا عن العائلة لتعلّم الفتاة المدللة بطريقة جديدة.
بدأت آن التواصل معها عن طريق كتابة الحروف في كفها وتعليمها الإحساس بالأشياء عن طريق الكف فكان سكب الماء على يدها يدل عن الماء وهكذا بدأت التعلم ومعرفة الأشياء الأخرى الموجودة حولها ومن بينها لعبتها الثمينة.
بعد مرور عام تعلمت هيلين 900 كلمة واستطاعت كذلك دراسة الجغرافيا بواسطة خرائط صنعت على أرض الحديقة كما درست علم النبات وفي سن العاشرة تعلمت هيلين قراءة الأبجدية الخاصة بالمكفوفين وأصبح بإمكانها الاتصال بالآخرين عن طريقها.
دخلت في كلية "رادكليف" لدراسة العلوم العليا فدرست النحو وآداب اللغة الإنجليزية كما درست اللغة الألمانية والفرنسية واللاتينية واليونانية.
قفزت هيلين قفزة هائلة بحصولها على شهادة الدكتوراة في العلوم والدكتوراة في الفلسفة.
وفى عام 1952 قامت هيلين بجولة فى الشرق الأوسط ، وكان شغفها لزيارة مصر كبيراً وخاصة لمقابلة الأديب طه حسين الذى طالما حلمت بلقائه لأنه كان مثلها قهر الظلام وتحدى الإعاقة ونادى بمجانية التعليم وحقق مكانة أدبية عالمية واحتل بعلمه منصب وزارة المعارف وعمادة الأدب العربي.
وخلال اللقاء الأول بينهم، ومدت هيلين أناملها إلى وجه طه حسين عندما التقته، ومن ثم بدأت تتحسسه حتى تتعرف على صاحب هذه الملامح بنفسها، وتحفر ملامحه في خيالها.
قامت هيلين كيلر بتحسين أوضاع المكفوفين في الدول النامية والدول المتأثرة بالحرب، وأصبحت سفيرة لهم، ناطقة بلسانهم وبحماس ودون ملل، وقد قامت بإلقاء المحاضرات في أكثر من 25 دولة في قارات العالم الخمس خلال الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945م).
قدَّمت هيلين كيلر خدماتها للجنود الذين أصيبوا بالعمى خلال الحرب، وأينما حلَّت أخذت تبث الشجاعة في الأفراد المكفوفين.
ساهمت في تأسيس الاتّحاد الأمريكي للحريّة المدنيّة، وذلك عام 1920 ميلادي، بالإضافة لكونها كانت من دعاة السلام في العالم، نادت بحق المرأة في الاقتراع.
نالت هيلين كيلر الكثير من الجوائز المميزة، ومن بينها شريط الفروسية لجائزة وسام الشرف الفرنسي، وجائزة إنجاز خريجي كلية راد كليف، والعديد من الأوسمة المختلفة من دول العالم.