رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

صحة

ظهور مرض إلتهابي جديد يصيب الأطفال بسبب كورونا

كتب: وكالات -

12:27 م | الجمعة 15 مايو 2020

رضيع

حالة من الخوف والتوتر، تتصاعد بالتزامن مع انتشار مرض إلتهابي نادر له علاقة بفيروس كورونا، والذي أصاب عشرات الأطفال في بريطانيا والولايات المتحدة.

ويسبب هذا المرض مضاعفات خطيرة في عدد قليل من الأطفال، يحتاج بعضهم جراءها الخضوع للعناية المركزة.

وأصيب نحو 100 طفل بهذا المرض إلى الآن في بريطانيا، وتشير دراسات إلى أن نفس المرض قد أصاب أطفالا في عدد من الدول الأوروبية الأخرى، ومن المرجح أن سبب نشوء هذا المرض هو رد مناعي متأخر للإصابة بفيروس كورونا، وهو يشبه مرض "كاواساكي" إلى حد بعيد، وفقا لـ"بي بي سي".

كان الأطباء الذين يعملون في نظام التأمين الصحي في بريطانيا أحيطوا علما في شهر أبريل بضرورة أخذ الحيطة والإنتباه لإمكانية وقوع حالات نادرة، لكنها خطيرة، في الأطفال.

جاء ذلك التحذير بعد أن مرض 8 أطفال في لندن، منهم طفل في الـ14 توفي لاحقا.

وأظهر كل الأطفال المصابين أعراضا متشابهة عندما أدخلوا إلى مستشفى إيفيلينا لندن للأطفال، منها ارتفاع درجة الحرارة وطفح وإحمرار العينين وانتفاخات وألم يشمل شتى أرجاء الجسم.

ولم يعان معظم الأطفال الذين أدخلوا المستشفى من مشكلات جدية في الرئتين أو مشكلات تنفسية، رغم أن 7 منهم أخضعوا للتنفس الإصطناعي للتغلب على أي مشاكل محتملة في الجهاز الدوري والتنفسي.

ويصف الأطباء هذا المرض بأنه "ظاهرة جديدة" تشبه إلى حد بعيد متلازمة الصدمة المرتبطة بمرض كاواساكي، وهي حالة نادرة تصيب الأطفال دون سن الخامسة بشكل رئيسي.

وتشمل أعراض هذه المتلازمة تورم الغدد في الرقبة وتيبس وتكسر الشفتين.

لكن المتلازمة الجديدة تصيب الآن الأطفال الأكبر سنا حتى سن الـ 16، ويعاني عدد صغير منهم من مضاعفات خطيرة.

وقالت الدكتورة ليز ويتيكر، المحاضرة في أمراض الأطفال المعدية والمناعة في جامعة إمبريال كوليج في لندن، إن كون هذه المتلازمة تنتشر وسط انتشار وباء كورونا يشير إلى أن ثمة علاقة بين الحالتين.

وقالت: "بلغ انتشار مرض كوفيد قمته، وبعد 3 أو 4 أسابيع بدأنا نرى ارتفاع عدد الإصابات بهذه الظاهرة الجديدة ما يقودنا إلى الاستنتاج بأنها ظاهرة تقع بعد الإصابة بالفيروس".

ويعني هذا أنه من المرجح أن تكون لها علاقة بزيادة الأجسام المضادة في الجسم بعد الإصابة بالفيروس.

وقال الأستاذ راسل فاينر، رئيس الكلية الملكية لطب وصحة الأطفال، إن معظم الأطفال الذين أصيبوا بهذه الحالة استجابوا للعلاج وهم يتماثلون للشفاء وبدأوا بالعودة إلى منازلهم.

وأكد أن هذه المتلازمة "نادرة جدا"، وأضاف الأستاذ فاينر: "لا ينبغي أن تمنع الأهل من السماح لأطفالهم بالخروج من حالة الإغلاق"، مشيرا إلى أن التعمق في دراسة هذه الظاهرة الالتهابية "قد يفسر السبب الكامن وراء خطورة إصابة بعض الأطفال بكوفيد 19 بينما لا تعاني الغالبية الكبرى منهم من أي أعراض أو تأثيرات".

ويعتقد بأن الأطفال لا يشكلون إلا 1 إلى 2% من كل حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ولم يدخل المستشفى منهم إلا أقل من 500.

وقال مايكل ليفن، أستاذ طب الأطفال وصحة الأطفال الدولية في جامعة إمبريال، إن الفحوص التي أجريت على الأطفال أظهر معظمها نتائج سلبية، ولكن فحوص الأجسام المضادة أظهرت نتائج إيجابية، مضيفا: "لذا نعتقد أن الآلية البيولوجية لهذا المرض لها علاقة بشكل من الأشكال برد مناعي غير طبيعي للفيروس".

وأكد: "إنه يوجد الكثير الذي ينبغي علينا تعلمه" حول هذه الحالة التي لم تكن معروفة قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.

ويبدو أن الأطفال المصابين بهذه الظاهرة يبدأون بالمعاناة منها بعد أسابيع (إلى حد 6 أسابيع) بعد إصابتهم بالفيروس، ما يفسر سبب ظهورها بعد عدة أسابيع من بلوغ حالات الإصابة بالفيروس في المجتمع أوجها.

ووقعت حالات مشابهة في الولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا وهولندا. ويقول حاكم ولاية نيويورك الأمريكية أندرو كومو، إن 15 ولاية أمريكية على الأقل تدرس هذه الحالة النادرة.

ومن 82 حالة شخصت بالإصابة بهذه المتلازمة الالتهابية في نيوروك، كانت نتائج فحوص الفيروس أو الأجسام المضادة إيجابية في 53 منها.

وتوشك مراكز السيطرة على الأوبئة في الولايات المتحدة على إصدار تحذير وتعريف مجدد للمتلازمة موجهين للعاملين في القطاع الصحي هذا الأسبوع.

في غضون ذلك، جاء في دراسة أعدها أطباء شمالي إيطاليا أن 10 أطفال أصيبوا بهذا المرض هناك.

وأدخل الأطفال العشرة إلى المستشفى في مدينة بيرغامو، مركز انتشار وباء كورونا في إيطاليا في الفترة المحصورة بين أواسط فبراير وأواسط أبريل، وتماثلوا للشفاء جميعا.

كان هؤلاء الأطفال، الذين بلغ معدل أعمارهم 7 سنوات، يعانون على الأغلب من أعراض خطيرة مثل المضاعفات القلبية ومتلازمة الصدمة السمية، وشمل العلاج الذي أخضعوا له إعطائهم الستيرويدات (الكورتيزون ومشتقاته).

وكشفت فحوص الأجسام المضادة التي أجريت للأطفال العشرة، أن 8 منهم كانوا قد أصيبوا بفيروس كورونا المستجد، بينما كانت نتائج الطفلين الآخرين سلبية.

لكن الباحثين يقولون إن تلك الفحوص لم تكن دقيقة 100%، ولا يعتقد أن فحوص المسوحات الأنفية للفيروس ذات فائدة لأن المتلازمة تحصل بعد عدة أسابيع من وقت الإصابة بالفيروس.

وقال الدكتور لوشيو فيردوني، مؤلف الدراسة والطبيب في مستشفى البابا جيوفاني الـ23 في بيرغامو: "رغم ندرة وقوع هذه الظاهرة، تظهر دراستنا أدلة جديدة حول الطريقة التي قد يؤثر الفيروس بها على الأطفال"، مؤكدا أنه ليس من الضروري أن تكون هذه الظاهرة تصيب الأطفال حصرا.

ويتعاون هؤلاء حاليا مع باحثين في الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية لفهم المزيد عن هذه الظاهرة التي أطلق عليها اسم متلازمة الأطفال الإلتهابية متعددة الأعضاء، أو (PIMS-TS).