رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

رحلة ساجدة من التعذيب على يد والدتها حتى وضع الأم بمستشفى الأمراض النفسية

كتب: آية أشرف -

09:24 م | الثلاثاء 07 أبريل 2020

الطفلة ساجدة

"انقذوا الطفلة ساجدة في إمبابة، من والدتها، بتضربها وتعذبها عشان هي بنت، والجيران مش قادرين ينقذوها".. استغاثات عدة على هيئة منشورات، باتت تضج بها الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مصحوبة بصور الطفلة الضعيفة، "ساجدة" صاحبة الـ 7 أشهر، والتي وقعت ضحية سلوك والدتها، فباتت تُعذب فيها كلما طالتها. 

حروق بأماكن متفرقة، وكسور، وآثار ضرب وتعذيب على جسدها الضعيف، كان سببًا دفع الرواد للبحث عنها، بل وإبلاغ الشرطة عن ذويها، كي ينقذوها من مصير مُظلم مجهول، حتى أصبح المتهمين في قبضة الأمن، وتولت التضامن حماية الطفلة. 

روايات عٍدة من الجيران ومنقذي الطفلة، حصلت عليها "هُن" حول الأم والأب وسبب سلوكهم من الطفلة الرضيعة.

وأمس، قضت الطفلة، أول ليلة لها، داخل دار بمنطقة الوراق، إمبابة، لأطفال بلا مأوى، لتبدأ حياتها الجديدة بعيدًا عن تعذيب الأهل لها. 

مسؤول بالدار: "استلمناها وهتتعامل كويس" 

من جانبها، قالت إحدى المسؤولين بدار الأطفال، لـ"هن"، إنهم بالفعل استلموا الطفلة ساجدة، ومن المُقرر معاملة الطفلة مثلما يُعامل الأطفال، بشكل حسن من كافة الزوايا، والجوانب، حتى تُنشأ بشكل سوي. 

ويرصد "هُن" رحلة ساجدة من التعذيب لدار الرعاية

تداول المنشور والقبض على المتهمون 

بدأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي، يوم السبت الماضي، بتداول قصة الطفلة، مع صورها ليبرهنوا كافة وسائل التعذيب التي تتعرض لها الضحية، وكانت الدكتورة نيڤين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، تقريرا من فريق التدخل السريع المركزي، وعلى إثر ذلك تحركت قوة من قسم شرطة إمبابة في الجيزة، وألقت القبض على والدي الطفلة ساجدة، وتحرر المحضر رقم 6742 لسنة 2020 جنح إمبابة.

كما أمرت النيابة العامة حينها، بتوقيع الكشف الطبي على الطفلة بمستشفى التحرير العام بإمبابة، وتبيّن أنّها تعاني من حروق بيدها اليسرى وكسر وتمزق في أربطة الساق الأيمن، وجروح في الوجه، وفقا للكشف الطبي الشامل على الطفلة.

"ملبوسة ومبتحبش البنات".. روايات جديدة حول الأم

على لسان، واحد من منقذي الطفلة، ويُدعى إسلام ترك، شاب عشريني، من إمبابة، خلال حديثه لـ"هن"، أنه فور وصوله لمكان الأم، بات يسمع من الجيران روايات عدة حولها، كان أبرزها انها تعذب ابنتها لكونها أنثى: "في كتير قالوا إنها بتضربها علشان هي بنت، وفعلا الأم عندها طفل ولد عنده سنة ونص ومش بتعمله حاجة عادي، لكن بتضرب ساجدة، وتعتدي عليها، زي ما بان في الصور".

"عندها مشاكل نفسية".. كانت الرواية الأخرى، التي حصل عليها "إسلام"، خلال بحثه لإنقاذ الطفلة، وأشار جيرانها إنها تمر باضطرابات نفسية، تجعلها تقوم بمثل هذه الافعال: "في جارة للبنت اسمها مدام نجلاء، باخدها تهتم بيها لكن الأم بتتخانق وتاخد البنت وتضربها، وده خلى البعض يشك انها مضطربة نفسيًا".

"ملبوسة".. الرواية الثالثة، التي قالها زوج السيدة المتهمة لـ"إسلام"، حيث أشار أن زوجته تعاني من مس شيطاني، قائلا: "لما وصلنا للشقة واتأكدنا من الواقعة فعلا بدأت اتكلم مع الزوج، أبو الطفلة، اللي وصف مراته إنها "ملبوسة"، وقالي معنديش اختيار غير أن أخرج أجيب فلوس، لأنه شغال في جراج، وسايب التربية لمراته".

وتابع: "عرفت إن الزوجة أحيانا بتضرب جوزها وتكتفه، وهو مرة زقها من الطابق الرابع، ومقتنع أن مراته عليها عفريت".

"الطفولة والأمومة" يتدخل لإنقاذ الطفلة ساجدة

أكدت الدكتورة عزة العشماوي أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة، أنه فور تلقي البلاغ اتخذت كل الإجراءات اللازمة التي من شأنها إنقاذ الطفلة، وزوال حالة الخطر التي تتعرض لها وتقديم الدعم اللازم، وإحالة البلاغ إلى مكتب حماية الطفل بمكتب النائب العام؛ لاتخاذ اللازم نحو التحقيق في هذه الواقعة.

اعتراف الأهل بتعذيب الطفلة 

قال الدكتور صبري عثمان مدير خط نجدة الطفل بالمجلس القومي للأمومة والطفولة، وأضاف مدير خط نجدة الطفل، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "صباحك مصري"، المذاع على فضائية "Mbc masr 2"، أن الأم اعترفت في التحقيقات الأولية بتعذيب طفلتها، وأنها لن تفعل ذلك مرة ثانية، مشيرًا إلى أنه يتم التحقيق مع والدها أيضًا، حيث اعترف بأن زوجته هي من تحرق الطفلة، وأن الكسر الذي في قدمها جاء نتيجة أنها كانت تحمل الطفلة فسقطت منها، وأصيبت بتمزق في القدم اليمنى.

إيداع الأم في مستشفى الأمراض النفسية

قررت النيابة العامة بإمبابة، إخلاء سبيل والد الطفلة، بكفالة مالية قدرها 500 جنيه، لحين ورود تقرير الطب الشرعي الخاص بالطفلة

وإيداع والدة الطفلة  بمستشفى الأمراض النفسية والعصبية بالعباسية لمدة 30 يومَا، وتجديد حبسها على ذمة التحقيقات.