لم يعد على "المضطر أن يركب الصعب"، وإنما عليه فقط الاتصال ببسنت محمد، التي خصصت دراجتها النارية "سكوتر" لنقل الفتيات العالقات في الطرق بالإسكندرية، مجانا، قبل بدء حظر التجوال الذي تطبقه الدولة حاليا، لمواجهة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".

لعدة أعوام، ظلت بسنت محمد الأمير، 29 عاما، تدخر المال من عملها بإحدى المحال لعلامة ملابس مصرية، بالإسكندرية، لأجل تحقيق واحدا من أحلاهما وهو اقتناء "سكوتر"، وهو ما حققته في يوليو الماضي، لحبها الشديد في الدراجات ومن وقتها "الدنيا اختلفت معايا تماما وبقيت مش بعرف أسوق غيره أو اتعامل مع المواصلات".

أحبت بشدة الشابة العشرينية قيادة الدراجة النارية، لتجمعها علاقات قوية مع غيرها من قائدي "السكوتر" لتجمعهم رابطة شهيرة بالإسكندرية، ومنهم من اقترح عليهم توصيل المواطنين مجانا قبل الحظر لتخفيف التكدس المروري ومساندة الدولة والأفراد، لتسارع "بسنت" إلى تقديم تلك الخدمة التطوعية من أجل الفتيات.

"من غير ما حد يتصل بيا، أنا بوصل البنات اللي بلاقيهم في الشارع لوحدي".. بعفوية شديدة باتت الشابة الإسكندرانية تساعد الفتيات بنقلهم إلى أقرب مكان لمنزلهن قبل بداية حظر التجوال، من الساعة الرابعة وحتى السادسة والنصف، بدراجتها النارية الحمراء، وفقا لحديثها لـ"الوطن".

تتنوع ردود أفعال البنات فور عرض "بسنت" عليهن تلك الخدمة فمنهم "اللي بتتبسط جدا، واللي بتبقى مش مصدقة أنها مجانا، واللي بتفرح أنها هتركب سكوتر، واللي بتقلق ومش بترضى وأنا بتقبل كل الأحوال"، وهو ما جعلها تمتلك الجرأة على تقديم ذلك العرض على الفتيات اللاتي يتكدسن في انتظار المواصلات العامة، قائلة: "أنا ممكن أعمل أي حاجة حتى لو هوصل لحد حاجة، كفاية الدعوة الحلوة اللي بنسمعها بعدها والضحكة وأني أكون سبب في سعادة غيري".