رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"أحلام" تهزم السرطان مرتين: مفيش كيماوي تاني.. هبدأ سنة جديدة من غير وجع

كتب: سارة صلاح -

10:05 ص | الإثنين 23 ديسمبر 2019

الطفلة أحلام المنتصرة على الورم الخبيث

رحلة ليست بالقصيرة، قطعتها الطفلة أحلام سعد، مع ورم خبيث استوطن عظم أنفها، خاصة بعد مع زيادة حجمه يوما بعد يوم، وشخصه أحد الأطباء بأنه "مجرد كيس دهني"، ليتضح بعد ذلك أنها مصابة بورم خبيث في عظام الأنف، وأن على والديها الذهاب فورا لمستشفى "57357" لتلقي العلاج.

وبمجرد أن وطئت أقدامها المستشفى، ظلت "أحلام" تلتفت بعينيها الضيقتين يمينا ويسارا، فالمبنى الضخم لم يكن غريبا عليها، ما دفعها إلى سؤال والدتها عن سبب وجودهم بهذا المكان، إلا أن أمها التي غلبتها دموعها حينها لم تتمكن من الرد عليها، وإنما اكتفت بضمها إلى صدرها: "شفت في عيون أهلي وقتها حزن ودموع خلوني مسألهمش تاني أنا تعبانة بإيه، ولما قالولي هنعمل أشعة وتحاليل وهنروّح صدقتهم لأني مكنتش عايزة أسمع كلمة إنتي عندك كانسر".

لم تعلم "أحلام" حقيقة مرضها أو أنها ستخضع للعلاج الكيماوي سوى بعد انتهاء الجرعة الأولى بيومين، حيث فوجئت بعد استيقاظها من النوم بسقوط شعرها بالكامل على السرير، لتتأكد حينها شكوكها: "لما شفته واقع على السرير فضلت أعيط، لأني كنت بحب شعري وبهتم بيه، فإني أشوفه كله بيقع مرة واحدة ده تعبني نفسيا جدا لدرجة إني مبقتش بتكلم مع حد ولا باكل"، لكنها أدركت سريعا أن ما تفعله يؤثر سلباً على صحتها.

وقررت أن تقاوم المرض الخبيث الذى تمكّن من جسدها، والالتزام بجلسات الكيماوي والإشعاعي التي تخطت الـ45 جلسة، حتى فوجئت قبل عيد ميلادها الـ14 بأيام قليلة بأن كافة نتائج التحاليل والأشعة التي أجرتها بعد انتهائها من الجلسات المحددة لها "سلبية": "الورم كان في مكان صعب وعشان يتم استئصاله كانوا هيشيلوا الأنف كله، فالكيماوي رغم ألمه كان بالنسبة ليا أهون، ولما عرفت إني تعافيت فرحت إني هبدأ سنة جديدة في حياتي من غير وجع".

استمرت "أحلام" التي تدرس بالصف الأول الثانوي لمدة عام كامل تتابع شهريا في المستشفى كنوع من الاطمئنان، حتى بدأت تشعر بصداع شديد، ومع تكرار شكواها طلب منها الطبيب إجراء أشعة على المخ، والتي كانت نتيجتها صدمة كبيرة بالنسبة لها ولأسرتها، حيث اكتشفت انتقال الورم من الأنف إلى الجمجمة: "أنا كنت بقيس كل شهر شعري طوله كام سنتيمتر وكنت مبسوطة بيه، ولما عرفت إن الورم رجع لجسمي ما خفتش من الكيماوي قد ما خفت من اللحظة اللي هشوف فيها شعري بيقع تاني قدام عيني".

تصمت "أحلام"، قليلاً لتجفف دموعها، ثم تعاود حديثها قائلة بصوت منخفض: "أنا شخص بيحب الحياة وماكنتش عايزاها تنتهي بسرعة، فلما كنت بضعف أحيانا من شدة الوجع، كنت بقول لنفسي وللأطفال اللي معايا إحنا كويسين وهنخف".

أوقات صعبة مرت على "أحلام" خلال فترة مرضها، كادت ألا تتحملها، إذ اضطرت إلى الخضوع لـ3 عمليات جراحية لاستئصال الورم، بجانب جلسات الكيماوي التي خضعت لها للمرة الثانية: "لما الكيماوي كان بيدخل جسمي كنت بحس إن روحي هتطلع، كنت ساعات بركب 6 كانيولات في الجلسة الواحدة لأن مفيش أوردة، كلها اتحرقت من الكيماوي، ده غير إني مكنتش بقدر أتحرك خالص، حتى الأكل والشرب مكنتش بحس بطعمهم، كنت مدمرة بس بستحمل أي وجع عشان ما ضعفش"، حتى جاءت اللحظة التي علمت فيها بموعد آخر جرعة وأنها استطاعت أن تقهر عدوها الوحيد: "حسيت إن روحي رجعتلي، مكنتش مصدقة إن خلاص مفيش حقن تاني ولا كيماوي هيحرق جسمي، ومن فرحتي جريت على أهلي حضنتهم لأن لولاهم مكنتش خفيت ورجعت لحياتي من جديد".