رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"كان يحكي عنك ونحن في الخنادق".. "ماسة" تضيء الحياة بعد 140 يوما من استشهاد والدها

كتب: هبة وهدان -

11:11 م | الجمعة 15 نوفمبر 2019

الشهيد مصطفى عثمان مع ابنه

"كان يَقُصُّ عنك يا صغيرتي ونحن في الخنادْق.. فنفتح الأزرار في ستراتنا ونسند البنادقْ"

في الوقت الذي بدأت فيه ملامح الجنين تكتمل في أحشائها، وتحديدًا في اليوم الأخير في شهرها الرابع، استيقظت على خبر استشهاد زوجها النقيب مصطفى محمد عثمان، أثناء تصديه لهجوم إرهابي جنوب غرب العريش، وقبل يومين وتحديدًا بعد مرور 140 يوما على رحيل الشهيد خرجت "ماسة" لتضيء حياة أمها.

"وحين مات عَطَشاً في الصحَراء المشمسة.. رطَّب باسمك الشفاه اليابسة.. وارتخت العينان"

رغم صعوبة لحظات الولادة على ميادة أحمد أبو علي، زوجة الشهيد، كونها كانت تحلم بأن يكون بجوارها في تلك اللحظات الأكثر ألمًا على الإطلاق، إلا أن استشهاد زوجها من أجل وطنه كان يثلج قلبها وينزل عليه السكينة، فكانت تصمت وتنتظر على أحر من الجمر أن تأتيها آخر هدية من زوجها وهي ابنتهما.

لم يكن الألم الذي تشعر به زوجة الشهيد ألم المخاض فقط، بل كان يتسلل إليها لحظات إنكار وعدم تصديق لتلك اللحظة التي جاءها فيها خبر استشهاد من كانت تعتبره ابنها الأول لا زوجها: "مصطفى كان حنين جدا وطيب ولين وأنا وأولاده خسرنا إنه يكمل معانا، اللهم لا اعتراض، ربنا يتولانا برحمته أنا يوم الولادة كنت بفكر فيه من يوم الاستشهاد وازاي هيعدي عليا وهو مش معايا ويمكن ده سبب انهياري يوم الولادة".

بالرغم من أن "ميادة" كانت في شهرها الرابع إلا أن زوجها الشهيد رحل دون أن يعلم بنوع الجنين، فكلاهما عرف بالحمل قبل شهر واحد فقط من استشهاده وعرفت هي نوع الجنين بعد 5 أيام من نيله الشهادة.

رغبة الشهيد في أن يبدأ أولادة بحرف "م" ليكون "إمبراطورية ميم" حافظت عليها زوجته بعد استشهاده، خصوصًا أنه ترك لها طفلا "محمد": "كنت عايزه اسم يليق باسم الشهيد مصطفي عثمان ومالقتش أحلى من ماسه".

واستكملت: "مصطفي حقيقي سابلي جوهرة وكان دايما يهديني بهدايا قيمة جدا حتي بعد استشهاده كمان سابلي قطعة منه والحمدلله ربنا كرمني بنسخه مصغرة منه".

"فأين أخفي وجهيَ المتَّهمَ المدان؟والضحكةَ الطروب: ضحكتهُوالوجهُ.. والغمازتانْ؟"

فرحة عارمة مازالت تتذكرها زوجة الشهيد فور معرفته بقدوم طفل جديد، إذ إنه ظل يضحك ضحكته الشهير بها ولكن في نفس الوقت سيطر القلق على ملامحه فربما لم تكن تعلم أنه على موعد الشهادة: "مصطفى كان عايز يعملهم كل حاجة في الدنيا ومكنش بيفكر في أي حاجة غير فينا إحنا وبس وكان بيجي على نفسه علشانا كتير".

تتذكر زوجة الشهيد وضع زوجها خلال الولادة الأولى فتقول: "في ولادة محمد ولدت فجأة كان عند والده وأنا اتصلت بيه وجالي وروحنا للدكتور اللي قرر الولادة حالا وخرجت من العمليات كان واقف مستنيني، وكان الخوف باين جدا في عينيه وبعد ما اتطمن علينا استأذن، كان عنده خدمة، واستأذنته إنه يعتذر قالي صعب أحمل على صاحبي مفيش بديل تاني، وراح خدمته كاملة وبعدها رجع على المستشفى تاني".

تعهدت "ميادة" لابنتها التي لم تكمل أسبوعها الأول في الدنيا بأن تصحبها هي وشقيقها لزيارة النقيب مصطفي في قبره، وذلك بعد أن يلتئم جرحها: "هعرف ماسة وأخوها إن باباهم ضحى عشان خاطر تراب البلد دي وهكلمها عنه دايما وعن كل حاجة كان بيعملها بالتفاصيل بإذن الله عشان تعرف قد إيه كان راجل عظيم".

ووجهت أرملة الشهيد رسالة لمن كانوا السبب في استشهاد زوجها قائلة: "مش هقول غير إني أفوض أمري إلى الله وإن ربنا قدر ده وربنا كفيل بي ويكفيني أن مصطفي أخد حقه قبل استشهاده".