رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

علمت بوفاته أثناء صلاة الجنازة فلحقت به.. سماح وعبدالحميد زوجان «اتجمعوا دنيا وآخرة»

كتب: هبة وهدان -

03:58 م | الأربعاء 16 أكتوبر 2019

جانب من وداع الزوجان لمثواهم الأخير

"سماح" و"عبدالحميد".. زوجان لم تجمعهما زفة العُرس قبل أكثر من 20 عاما فقط، بل دون ترتيب منهما أبت روحهما أن تغادر الدنيا إلا وهما ملتصقا النعشين متعانقا الجثمان وكأنهما أقسما أن يزفا إلى مثواهما الأخير ويغلق عليهما باب القبر في ساعة واحدة.

ربما لم يتمن عبدالحميد أبوالمعاطي وزوجته سماح هجرس نهاية أفضل من ذلك، وكأنهما كانا يتبادلان دعوة واحدة، "ربنا يجعل يومي قبل يومك" إلا أن القدر قال كلمته وجعل خروجهما من الدنيا في يوم واحد.

يحكي أحمد أبراهيم، أحد شباب القرية، تفاصيل آخر 12 ساعة في حياة الزوجين والتي انتهت بوفاتهما، بأن رحلة علاج السيدة الأربعينية التي لم تدم أكثر من 7 أشهر لم يستطع زوجها أن يتحمل آلامها، وفي اليوم الأخير أخبروه أنها ربما في غيبوبة وربما قد لا تفيق منها هذه المرة، تلك الكلمات لم يستطيع الرجل الخمسيني تحملها وانحنت قدماه وظهره ليسقط على الأرض مغشيا عليه، وبعد أقل من ساعة أخبره الأطباء أن مرارته قد "فُقعت" ولابد من جراحة عاجلة إلا أنه قد فارق الحياة قبل إجرائها.

وسط العويل والبكاء نهضت "سماح" من غيبوبتها لتسمع بأذنيها لآخر مرة صوت زوجها ولكن تلك المرة كانت من خلال مكبرات الصوت التي تعلن في أحد مساجد قرية طناح بالدقهلية عن وفاة مؤذن الأذان عبدالحميد أبو المعاطي، لتقرر على الفور أنها سترحل مع رفيق دربها، "إحنا طلعنا بالنعش قبل الظهر من البيت وقبل ما نوصل المسجد للصلاة على الحاج عبدالحميد جالنا تليفون استنوا الحاجة سماح ماتت"، حسب أحمد إبراهيم.

القرية بأكملها وقفت في مشهد مروع خارج أسوار المسجد تنتظر قدوم جثمان السيدة لتزف إلى رحلتها الأخيرة بصحبة زوجها وكأنهما تعاهدا على أن يتخطيا حواجز البرزخ معا، "الطبيعي إن نعش الراجل بيسبق نعش الست حتى لو مراته لكن في طريقنا للمقابر كانوا الاثنين قريبين من بعض الناس كلها كانت مستغربة".