"استحالة العشرة الزوجية".. الجملة المقترنة في قضايا الخلع التي تقيمها السيدات لإنهاء حياتهن الزوجية، تكمن وراءها آلاف الأسباب التي أدت إلى وقوف المرأة بساحات المحاكم في هذا الموقف، وأتى الخذلان، على رأس المشكلات خاصة في حالة فقدان الثقة بين الطرفين.

"جوزي كل ما يشوفني يقولي عقمتي إيدك، أجي أقعد جمبه يقولي أنتي خدتي شاور الأول، ليل ونهار يخليني أمسح الشقة بديتول، لو عايز كوباية شاي يخليني أغلسها ميت مرة، لحد ما زهقت من حياتي كلها"، كانت هذه أولى كلمات "ياسمين. ر" للإخصائية الاجتماعية، في مكتب تسوية المنازعات بمحكمة الأسرة ببندر كفر الشيخ، طالبة خلع زوجها.

بداية القصة كما روتها  "ياسمين.ر" لـ "الوطن" عندما تقدم لخطبتها أحد زملاء العمل، وكانت ترى فيه الأخلاق والالتزام طيلة الوقت فوافقت عليه دون تفكير واستمرت الخطوبة 6 أشهر قبل حفل الزفاف، كانت الزيارات قليلة خلالها، تكاد تصل إلى 6 أو 7 زيارات وكان دائما لا يتناول فيها أي شيء سوى كوب من الشاي، أو فنجان من القهوة فقط.

تتابع صاحبة الـ 26 عاما، حديثها بأنها تزوجت بعد مرور 6 أشهر، فوجئت بطباع زوجها الغريبة، التي لم تكن تعلم عنها شيء فهو دائما يعقم نفسه وأي شيء يستخدمه طوال اليوم.

وتقول "ياسمين": "طول الوقت بيعقم أي حاجة تقابله والمواعين يخليني أغسلها مليون مرة، عشان يأكل أي فاكهه لازم يغسلها كويس بالمياه والخل وأمسحها بمناديل، طول اليوم بيحط إيده على الموبيليا ويقولي شايفة التراب يا هانم، حسيت معاه إن الحياة صعبة قوي، محدش يقدر يستحمل الوضع دا النظافة حلوة بس مش كدا، اللي هو فيه دا وسوسة، مكنتش أعرف أقرب منه ولا نقعد مع بعض زي أي زوجين، من غير ما أخد شاور وأعقم نفسي مليون مرة".

طالبت ياسمين زوجها بأن يلجأ إلى دكتور نفسي للتغلب على تلك الأزمة التي تكاد تصل لحد الجنون والهوس، ولكنه رفض بشدة واتهمها بالجهل: "قالي أنا كدا ومش هتغير ومرتاح كدا مين اللي قالك إني عندي مشكلة، أنتي اللي عندك مشكلة مع النظافة وعايزة تتعالجي، لو مش عاجبك حياتي وأسلوبي اتفضلي أرجعي عند أهلك"، لذلك تقدمت برفع دعوى خلع ضده بعد أن رفض تطليقها بحجه أنها هي من تريد الطلاق ولا بد أن تتنازل عن جميع مستحقتها.