كتب: مها طايع -
03:05 ص | الإثنين 07 أكتوبر 2019
روان رضا، طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات، وعلى الرغم من صغر عمرها، إلا أنها تحارب مرض السرطان وحدها، بدعم من والديها، بينما المجتمع الخارجي يتنمّر عليها، يسخر من عينها البيضاء التي لا تبصر بها، ويَغفل عن وجهها الملائكي وروحها البريئة، وإرادتها القوية في تحدي المرض.
بدأت روان الصراع مبكراً، تقضي سنوات طفولتها بين أروقة المستشفيات وجلسات الكيماوي القاسية: "من سنتين أصيبت بالسرطان، تعبت جداً في الأول، وبقيت أشجعها وأقول لها إنتي قوية، واللي بيصاب بالمرض ده بيبقى قوي وربنا بيحبه، عشان كده اختاره هو"، وهذا بحسب إيمان مصطفى، والدة الطفلة.
خضعت الصغيرة لما يقرب من 9 عمليات في العين، وانتهت كلها بالفشل، واضطرت إلى تركيب عين صناعية، وفقاً لوالدتها: "العين الصناعية بيكون حجمها أكبر من الطبيعية، وده عرّض روان لتنمُّر من أصحابها فى المدرسة، وبعض الناس بيخافوا منها في الشارع، وعشان تصمد حاولت أساعدها ماتتأثرش بردود فعل الناس".
ظروف مرض روان جعلتها تتحمل مسؤولية كبيرة منذ الطفولة، كما تروي والدتها، فلم تستسلم أو تيأس، بل أصرت على الانتظام في دراستها: "أفاجأ إنها عايزة تنزل وتروح المدرسة، وأحياناً بتكون تعبانة وبتتحامل على نفسها، ودايماً تقول لي مش انتي قلتي إن المصاب بمرض قوي، أنا مش هسيب المدرسة".
تفرح روان بارتدائها الزي المدرسي وبذهابها كل صباح إلى فصلها، لكنها تحزن بسبب نظرات الآخرين لها: "عشان السبب ده بقيت أصورها كل يوم بلبس المدرسة وبالخروج عشان أقول لها إنتي بطلة وجميلة وجمالك في روحك وإرادتك، وعوّدتها إنها ما تتكسفش أبداً من شكلها، بالعكس بقت تحب نفسها جداً".