رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

تعشق الملوخية والفتة.. "مدينة" ابنة مالي: من مصر حققت حلم حياتي

كتب: سحر عزازى -

11:27 م | الأربعاء 11 سبتمبر 2019

مدينة بارو

فتيات من القارة السمراء قررن خوض التحدي الأكبر في حياتهن، فتركن بلدانهن، وجئن للعلم والعمل في «أم الدنيا»، حيث يدرسن في جامعات مصرية.. فاستطاعت "مدينة بارو" بعد 8 سنوات من مجيئها لمصر من دولة مالي تحقيق حلم حياتها وهو الالتحاق بكلية الإعلام جامعة الأزهر.

"مدينة" التي تخرجت العام الماضي فى قسم الصحافة والنشر، لم تكتف بذلك بل حصلت على الماجستير، وما زال لديها  طموحات وأحلام كبيرة تراود ابنة القارة السمراء، متمنية أن تحصل يوماً ما على منصة إعلامية خاصة تنطق بالعربية، لتكون حلقة الوصل بين الدول العربية وإعلام بلدها الذى يتحدث بالفرنسية.

أيام لم تكن سهلة، تغلبت عليها الفتاة «العشرينية» وسط صديقاتها فى مدينة البعوث الإسلامية، التابعة للأزهر الشريف، تندمج مع العالم الخارجى من خلال انضمامها للعديد من الدورات التدريبية والورش لتنمية مهاراتها، تحكى أنها وجدت تشابهاً كبيراً بين شعبها والمصريين، وذلك فى حسن المعاملة ومساعدة الغير، تعتبر «أم الدنيا» صاحبة الفضل عليها فى تحقيق أحلامها، ولن تنسى هذه الفترة من حياتها، خاصة صديقاتها المصريات اللائى ساعدنها فى سنوات الدراسة الأولى لعدم إتقانها اللغة العربية، تقول: «كانوا دايماً بجوارى، ولم يتركونى لحظة».

تشيد «مدينة» بمعاملة المصريين للنساء، واحترامهم لهن، ولمست ذلك فى المواصلات العامة حين تلاحظ وقوف الشاب أو الرجل كى تجلس السيدة، أو مساعدتها فى حمل أشيائها، وغيرها من المواقف التى أثارت فى نفسها الإعجاب.

حصلت الفتاة «العشرينية» على دورات فى التنمية البشرية داخل الجمعية الأفريقية و«صوت الأزهر» ومعهد التخطيط وغيرها، إضافة إلى مشاركتها فى العديد من المؤتمرات والأنشطة الثقافية، شعلة نشاط تتمتع بها الفتاة السمراء، وتصر على استكمال الدراسة فى مصر رغم نداءات الأهل المتكررة فى «مالى» بالعودة لقلقهم الدائم عليها، لكنها ترد بأن مصر آمنة تماماً.

تعتبر «مدينة» دراستها أكبر إنجاز حققته فى حياتها، وتتمنى أن تواصل طلب العلم. تتذكر بعض المواقف الطريفة التى تواجهها فى الشارع، ومنها سؤالها الدائم: «هل أنتِ من أفريقيا؟»، لتجيب بمرح: «وهل توجد مصر فى قارة أخرى؟»، لافتة إلى أنها تقف أحياناً لتشرح لبعض الناس أن مصر قلب أفريقيا النابض: «بنقلبها ضحك على الآخر».

قليل من المضايقات تتعرض لها «مدينة» بسبب لون بشرتها السمراء، لكنها تعلم جيداً أن الأغلبية العظمى من المصريين يتعاملون معها بلطف شديد، ومن الأكلات التى تفضلها «الملوخية والفتة».