رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"أسماء" ابنة السنغال طلبت العلم في مصر: "أم الدنيا وطني التاني.. وشعبها طيب"

كتب: سحر عزازي -

10:44 م | الأربعاء 11 سبتمبر 2019

أسماء

فتيات جئن بأحلام مختلفة، منهن من قررت البقاء للأبد في أرض الكنانة، وأخريات ينتظرن العودة بشهادة علمية مُزينة باسم مصر، لتكون بمثابة وسام يفخرن به فى أوطانهن وأمام عائلاتهن.. جاءت أسماء من السنغال قبل عامين، كانت طفلة لم يتجاوز عمرها 14 عاما بعد، عندما قرر والدها أن تكمل تعليمها فى مصر، قبل رحيله، حيث كانت هذه أمنيته، أن تتشرب ابنته الصغيرة علومها وتتقن لغتها العربية.

حياة جديدة بدأت أسماء في استكشافها، فالتحقت بمعهد فتيات البعوث، التابع للأزهر الشريف، ووصلت للصف الثالث الثانوى، تقول أنها جاءت من بلدها من دون شهادة، وانضمت لدراسة خاصة بعد تحديد مستواها ونجاحها فى المرحلة الابتدائية، ومنها انتقلت للمرحلة الإعدادية، وتحلم بانهاء دراستها الجامعية هنا فى مصر أيضًا، وأضافت: "مش عايزة أرجع السنغال غير ومعايا الشهادة".

درست أسماء فى وطنها تاريخ مصر، عرفت الأهرامات وأبوالهول كما تعرف قريتها، كانت شغوفة لزيارة تلك الأماكن التى لطالما رسمتها فى خيالها طيلة سنوات الطفولة، ووجدتها أجمل كثيراً على أرض الواقع: "أول حاجة عملتها لما جيت مصر رُحت زُرت الأهرامات.

تعلّق قلبها بـ«أم الدنيا» منذ يومها الأول، ولم تترك مدينة سياحية إلا وزارتها، والتقطت صوراً تذكارية، لافتة إلى أن مدينة الأقصر أشبه ببلدها السنغال، خاصة شوارعها وناسها والأراضى الزراعية المجاورة، فلم تشعر بغربة لوجود معظم أفراد عائلتها معها، وحرصهم على دعوة فتياتهم للدراسة فى مصر، تقول: "هنا فيه أمن وأمان، والناس طيبين جداً".

لم تكن تجيد الحديث بالعربية، إلا أنها تعلمتها، إضافة إلى بعض المفردات العامية التى سمعتها من صديقاتها المصريات داخل وخارج الدراسة، تحكى: "كنت بفهم القليل من العربية لكنى لا أجيد التحدث بها"، مشيرة إلى أنها فضلت مصر عن غيرها لتعلم اللغة العربية الفصحى والدراسة فى الأزهر الشريف، الذى تعتبره منارة العلم الأولى فى العالم.

تشعر أسماء بالسعادة لوجودها فى مصر، وتستمتع بزيارة معالمها ومدنها السياحية طيلة العام، عبر الرحلات التى ينظمها المعهد والاتحادات الأفريقية، فذهبت إلى الأقصر وأسوان والإسكندرية وشرم الشيخ والغردقة والعين السخنة وغيرها، وتحب المأكولات المصرية حتى باتت مغرمة بها مثل "الكشرى"، أكلتها المفضلة، الأولى، والمحشى بأنواعه، والمكرونة بالبشاميل، وغيرها.

تقول إنها تعرفت على فتاة مصرية خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية الأخيرة، ووجدت فيها الأخت والصديقة التى تؤنسها، وأضافت: "أروع بنت فى مصر، بتحب كل الأفارقة ومخلصة"، قليل من المضايقات تقابلها أسماء، لكنها ترى فى الشعب المصرى الطيبة والتسامح وحسن المعاملة، وتحلم بدخول كلية التربية قسم التكنولوجيا، وتقول إن الشهادة المصرية فخر لكل أفريقى، مشيرة إلى حصول عمها على الدكتوراه فى مصر، وكذلك أبناؤه ما زالوا يواصلون التعلم، تختتم حديثها قائلة: "كلنا تعلمنا هنا، وأصبحت مصر جزءاً من وطننا".