رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

في الذكرى الـ 138 لوفاتها.. القصة الحقيقية لـ ماري لافو أشهر ساحرة "فودو" في التاريخ

كتب: هبة وهدان -

05:19 ص | الثلاثاء 10 سبتمبر 2019

ماري لافو

إذا قادتك قدماك لولاية لويزيانا الأمريكية، لابد وأنك ذاهب لزيارة الأسطورة "ماري لافو" أشهر ساحرة في التاريخ والتي كانت تعرف بـ "ملكة الفودو"، التي يذهب آلاف السائحين لزيارتها رغم مرور 138 عاما على وفاتها.

السيدة، التي ظلت حتى وقتنا هذا محل خلاف حول كونها شريرة أو عطوفه وكانت تلجأ لهذا السحر لمساعدة من حولها، فكانت تقوم بتمريض مصابي الحمى، وتشتري حرية النساء من العبيد، وتزور السجناء لأداء الصلاة معهم في أوقاتهم الأخيرة، وفقا لموقع تاريخ المرأة الأمريكية "womenhistoryblog".

الساحرة السمراء ولدت عام 1801 وهى الابنة غير الشرعية  لصاحب مزرعة ثري يدعى  "تشارلز لافو"، عرف والدتها وعشقها ومن ثم ترعرعت "ماري" في مزرعة والدها حيث تلقت تعليمها ودرستها لتكون مصففة شعر وكانت كاثوليكية متدينة تذهب إلى القداس كل يوم.

لم تكن "ماري" من العبيد، بل إنها حظيت بكونها أول جيل من عائلتها يولد حرًا، حيث إن جدتها وصلت إلى نيو أورليانز كجارية من غرب إفريقيا في نحو عام 1743 وبعد فترة من الوقت تمكنت الجدة من شراء حريتها وقامت ببناء منزل، فنالت والدتها حريتها ومن بعدها هي.

وحسب الروايات التي تناولت عن الساحرة "ماري" فإنها في شبابها تزوجت من رجل حر، لكن الزواج لم يدم سوى لفترة قصيرة، ومن ثم انفصلت ودخلت في علاقة غرامية مع رجل أبيض، من لويزيانا ذي أصول فرنسية ، يسمى "كريستوف جلون"، وهي العلاقة التي دامت بينهما 30 عاما، لكن لم تستطع الزواج منه، لأن القوانين كانت تمنع الزواج المختلط بين البيض والسود، في ذلك الوقت.

جميع الأوراق الخاصة بـ "ماري" وتحديدًا وثيقة جوازها يتم الاحتفاظ بها في كاتدرائية سانت لويس في نيو أورليانز، كما تحتوي هذه السجلات أيضًا على أسماء والدي ماري: تشارلز لافو ومارجريت داركانتل، بالإضافة لوصف "ماري" وأنها كانت طويلة القامة وجميلة ولديها شعر أسود مجعد وبشرة ذهبية. 

تحرير النساء من العبودية  كان أكثر ما عرفت به "ماري" حيث نالت شهرتها من تحرر السيدات من العبودية، فكان لديها عدد لا بأس به من العبيد في منزلها، كما اشتهرت كذلك بممارسة سحر الفودو، وهو عبارة عن غرس دبابيس في دمى، تمثل أعداءهم، ويحرقونها على أمل أن تصيبهم اللعنة، ويقال إنهم كانوا يستطيعون تحويل الناس إلى زومبي باستخدام الأشباح والجن لخدمتهم، وكذلك عرفت بأنها أنقذت العديد من الرجال المدانين من حبل المشنقة.

رغم مرور وقت طويل على وفاة "ماري"، إلا أنها لازالت أيقونة الإنسانية في بلدتها فهي بلا شك شخصية مهمة لكونها امرأة سوداء، لها تأثير كبير في أعماق الجنوب، خلال أيام العبودية التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك تم إنشاء مركز على غرار "الفودو" وأطلق عليه "New Orleans Voodoo" والذي يهدف لخدمة الآخرين كمساعدة الجياع والفقراء والمرضى كما فعلت ماري لافو ذات مرة.