كتب: غادة شعبان -
04:00 ص | الثلاثاء 03 سبتمبر 2019
عينان زرقاوتان وصوت ذو نبرة مميزة ورقيقة بجانب ملامح هادئة بسيطة، هكذا كانت الراحلة فايزة كمال، التي اشتهرت وسط زميلاتها في الوسط الفني بالطباع الهادئة، فهى"يهوديت"، التي أحبت رأفت الهجان، في الدور الذي لعبته أمام الفنان محمود عبدالعزيز، وهي "فريال فرويلة"، التي أحبت يوسف في المال والبنون.
ويتزامن، اليوم 3 سبتمبر، مع ذكرى ميلاد الفنانة فايزة كمال، التي تركت أعمالا خالدة ستظل محفورة في العقول على مر العصور.
ويرصد "هُن" لمحات من حياة الراحلة على المستوى الشخصي والفني.
بدأت مشوارها الفني وهي في السنة الأولى بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وشاركت في مسلسل تاريخي حمل اسم" العدل والتفاح"، أمام مديحة كامل، وعبدالله غيث، ثم توالت أعمالها الفنية والأدوار التي يعرضها عليها المخرجون فقدمت مع المخرج سامي محمد علي، مسلسل "وتاه الطريق" وظهرت في فيلم الطائرة المفقودة.
وقعت فايزة في غرام المخرج المسرحي مراد منير، منذ أن رآها لأول مرة أثناء تعاقدها على مسرحية "الملك هو الملك"، والتي أخرجها ولم تلفت نظره كأنثى لأنه لا يفكر بهذه الطريقة مع من تعمل معه بحسب مذكراته، ولكن في أول بروفة، حينما سألت عن الأغنيات الخاصة بالمسرحية تعامل معها بقسوة، وحدث بالفعل الزواج وأنجبت منه "يوسف وليلى" مراد.
تراهن صلاح السعدني على فشلها خلال العرض المسرحي وأنها ستكون أسوأ ما في العرض، ولكن مراد آمن بها وبموهبتها وكسب الرهان، وكان عبارة عن زجاجتي ويسكي، حيث كانت فايزة كمال، أروع ما في العرض مع منير، وحاول زوجها والسعدني أن يوفقا بينهما للزواج، إلا أن كلاً منهما رفض الأمر ولم يكن مراد منير يفكر أنها ستصبح زوجته في ما بعد.
قررت فايزة كمال، الحصول على إجازة، بعد عمل متواصل دام 16 عاما خاصة وأنها لم تكن حصلت على إجازة عقب ولادة طفلها يوسف، وهو ما جعلها تشعر بالذنب الشديد، فقررت أن تعوضه عن ذلك مع ليلى أيضا وتهتم بأسرتها لفترة، ولكن بعد عامين سرعان ما عادت لعشقها الأساسي وهو التمثيل.
وكان الأزهر الشريف، قد وافق على تقديم شخصية السيدة نفيسة، في عمل درامي للمرة الأولى، بعد أن تأكد بأن الممثلة التي ستقدم الشخصية تتمتع بسمعة طيبة، وهو ما أسعد فايزة كمال وقتها.
ويبدو أن غيابها في ظل تقديمها لشخصية "السيدة نفيسة" في عمل درامي جعل كثيرون يعتقدون بأن العمل تمهيدا لاعتزالها إلا أنها نفت الأمر وقتها.
بعد وفاتها، فجر زوجها مفاجأة لم يكن أحد يعلمها وهي أنها تعرضت للمزيد من الإغراءات، حيث قال عبر صفحته الشخصية على موقع" تويتر" إن هناك ثري عربي حاول تقديم شقة هدية لها مقابل خيانة زوجها، "أخرج مفتاح شقة 600 متر في برج مهول وعقد بيع، وقال لها هادي شجتك ليش تسكني بروكسي؟.. بهتت البنت.. بس دي شقة غالية وأنا.. قاطعها.. ما حتدفعي شي.. بعرف أنك متزوجة.. ما كلهم متزوجين يا فايزة.. دفعت زوزة العقد والمفتاح بقلة أدب لذيذة في وش الراجل وقالت بهدوء.. بس أنا متجوزة راجل.. ما جولنا شي.. أكملت حبيبتي.. وأنت مش راجل لما تعرض عليا العرض ده.. حين خرجت فايزة من مكتب الأخ، كان قد أصدر أوامره لكل شركات الإنتاج بإغلاق الميه والنور في وش فايزة لسنوات".
وأنهى حديثه قائلا: "دي حكاية من حكايات سأرويها متتابعة.. حكايات تضحك وتبكي.. أنا لا أحكي عن فايزة.. أحكي عن أزمان عشناها ويعيشها فنانون عباقرة أضاعهم زمن عبثي ووطن يفرط في موهبة أجمل ولاده.. من كتابي.. الغجري.. مذكرات مخرج مسرحي".
وقال زوجها إن هذا الأمر هو السبب في أنها لم تصبح نجمة كبيرة أو تحصل على بطولات بعكس نجمات جيلها.
تعرضت لأزمة صحية ونقلت على إثرها إلى غرفة العناية المركزة بمستشفى قصر العيني، حيث تبين بعد خضوعها لعدد من الفحوصات والأشعة إصابتها بسرطان الكبد وتوفيت هناك.