رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"ميار": "خطيبي حطني على أول طريق الإدمان وخلع"

كتب: ندى سمير -

09:49 م | الإثنين 19 أغسطس 2019

إدمان

"ميار" مدمنة متعافية تبلغ من العمر 31 عاما، بدأت في تعاطي مخدري الترامادول والهيروين، في عمر الـ21، عن طريق خطيبها السابق.

أقدموا على هذه الخطبة بعد قصة حب دامت لمدة 6 سنوات، كانوا في نفس المدرسة، وفي نفس التجمع السكني، ودخلوا نفس الكلية في نفس الجامعة، فأقدموا على الخطبة في السنة الثانية للفتاة والرابعة للشاب.

شعرت الفتاة أنها امتلكت العالم بأسره، وكأن سعادتها لن تنتهي، وستنعم بالحياة التي تمنتها مع الشخص الوحيد الذي أحبته، لكنها لم تكن تدرك ما الذي يخبأه لها القدر، بدأوا تجهيزات منزلهم الجديد بعد خطبة استمرت ثلاثة أشهر تقريبًا، وكان من المقرر أن يتم الزفاف بعد تخرجها.

ولكنها بعد شهر لاحظت تغير غير مألوف على سلوك خطيبها، واتضح لها أنه أقدم على إدمان الترامادول، حاولت منعه، فحاول سحبها معه في التيار، وهو الذي انتصر في النهاية.

أثناء مقابلتهم في منزلهم الجديد لتجهيزه، عرض عليها خطيبها مخدر الترامادول: "وقتها أنا كنت بحبه لدرجة أني مستحيل أصدق أنه ممكن يأذيني، كنت بثق فيه ثقة عمياء" وأكملت: "ساعتها قالي ده زيه زي المسكن، وأنا فعلًا كنت تعبانة قلت أجرب مش هخسر حاجه وكدا كدا مش هاخده تاني".

سكن تعبها بالفعل وشعرت براحة لم تشعر بها من قبل، ونشوة غريبة تسري في كل جسدها، ومن وقتها وهي لم تتوقف عن تعاطيه.

أوقفوا التجهيزات في عش الزوجية، اهتموا أكثر بشراء المخدرات التي كانت تلتهم كل أموالهم أولًا بأول، فلم يقتصر الأمر على الترامادول فقط، إنما تطور لمخدر الهيروين أيضًا، باعوا كل شيء اشتروه من عفش في منزلهم الجديد، كما باعوا المنزل نفسه، وباع هو سيارته بعد أن سائت الأوضاع أكثر: "إحنا أهالينا كانوا مرتاحين ماديًا، وكنا بنسحب منهم فلوس على قد ما نقدر، بس برضه مكانتش بتكفي".

بعد نفاذ كل أموالهم بدأ هو بطلب أموال أكثر من أهله المغتربين في بلد عربية، متحججًا بزيادة تكاليف الزواج، وبحاجته للمال حتى يكمل تجهيزات بيته، ولكن أهلها وأهله راودهم الشكوك تجاه تصرفاتهم، وعلموا أنهم قد باعوا المنزل وأنه لا يوجد شيء ليجهزوه في الأساس.

عاد أهله من سفرهم واجتمعت العائلتان وأثناء هذا التجمع سألوهم عن حقيقة الأمر: "كانوا بيستجوبونا، واحنا كنا أساتذة في الكدب، بنمثل أننا بنجهز بيتنا عادي، بس مكناش نعرف أنهم سائلين أصلًا على كل حاجة وعارفين الحقيقة ومستنين يسمعوا التحوير مش أكتر".

بعد كشف أهلهم لهم تم فسخ الخطبة، وحُبست ميار في منزلها حتى لا تستطيع الوصول للسم الأبيض مرة أخرى ولكن هذا دفعها لتصرفات بشعة لم تكن تتخيل أنها من الممكن أن تقدم عليها يومًا من الأيام: "مامتي كان عندها كانسر، سرقت فلوس عمليتها وسرقت دهبها وموبايلات كل الموجودين في البيت، وخدت كروت الفيزا اللي كنت عارفه أرقامهم السرية، من الآخر لميت كل مليم معاهم حرفيًا، وصفيت حساباتهم في البنوك، وهربت" وأكملت وهي تجهش بالبكاء: "أنا لحد دلوقتي مش متخيلة أني عملت كدا.. مامتي ماتت بحسرتها وأنا كنت السبب، أنا اللي قتلتها".

تزوجت "ميار" من خطيبها زواجًا عرفيًا، وهربت معه إلى بلد ساحلي، استقروا بها، ولكن بدأت تظهر بينهم بعض المشاكل والخلافات بعد نفاذ أموالهم، وقرر هو فجأة الانسحاب من حياتها، وتركها وحيدة، ليتعرف على امرأة خمسينية تتاجر في المخدرات ليتزوجها ويعيش معها ويأمن حصوله على جرعته اليومية بلا انقطاع.

"روحتله واتخانقت معاه، بس رجالة مراته ضربوني وقطعولي وشي، بأمر منها" وأضافت: "بسببه وبسبب المخدرات عشت بعاهة مستديمة في وشي، وعاهة مستديمة في روحي بعد ما قتلت أمي، وبعد ما اتخلى عني حب حياتي".

استطاعت "ميار" التعافي من التعاطي منذ أن أتمت عامها الـ28 حتى وقتنا هذا، كما تم القبض على خطيبها السابق وزوجته: "عمري ما هنساله اللي هو عمله فيا، دمرني ودمر حياتي وحياة أهلي اللي مستحيل يسامحوني بعد ما قضيت على شقى عمرهم وسبتهم على الحديدة".