رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

مشاهد من الواقع.. التنمر بفتيات الكيرلي: "كارتة منكوشة قولوا اللي تقولوه"

كتب: ندى سمير -

11:15 م | الثلاثاء 23 يوليو 2019

كيرلي

يضع المجتمع معايير مُعينة للجمال، ووفقًا لهذه المعايير يصنف المجتمع أفراده "أنت جميل لأن المعايير الخاصة بالمجتمع تنطبق عليك، أما أنت فلا تنطبق عليك معايير الجمال إذن فأنت قبيح"، لكن هذا التصنيف لم يكن عادلًا بشكل كاف لأنه أدى الى ظهور ظاهرة التنمر على فتيات وهبهن الله شعرًا مجعدًا أو "كيرلي".

نورهان أحمد، البالغة من العمر 18 عاما، تتعرض للتنمر منذ أن قررت عدم تصفيف شعرها نهائيًا، قررت هذا محاولة الاعتناء به والبعد عن فرده بمواد وأدوات تؤثر عليه سلبًا وتحرقه، والمضحك في الأمر أنها كانت تتلقى تعليقات لطيفة عندما كانت تترك شعرها على طبيعته المجعدة استثنائيًا بين كل تصفيف وتصفيف ولكن عندما أصبح الأمر عادة دائمة بالنسبة لها أصبحت تعاني من التنمر من نفس الأشخاص، الذين كانوا يمدحونها من قبل.

في العادة تتلقى "نورهان" التنمر من أفراد عائلتها ومن زملائها في العمل الذين أطلقوا عليها اسم "سوكا"، بسبب شكل شعرها الذي لم ينل إعجابهم، كانت في بداية الأمر تضحك ولا تلقي لتعليقاتهم السلبية بالا إلى أن أصبح الأمر مزعج حقًا بالنسبة لها: "بسمعهم بيقولوا الحمد لله مش شعري، للدرجة دي شعري بشع يعني؟".

ولكن مع مرور الوقت لم يصبح الأمر مؤثرا بالنسبة لها، وتتمنى أن يصبح لدى المجتمع من حولها "ثفافة الاختلاف" ليس من الضروري بالنسبة لها أن نكون جميعنا بنفس الشكل نملك نفس الشعر الأملس، ليس من الضروري أن نصبح نسخا من بعضنا البعض، لابد أن يحترم الناس اختلافاتنا عنهم أيا كانت طالما لم يصبهم الأمر بضرر ما: "ربنا خلقني شعري كيرلي عشان ده أحسن شكل أنا هطلع بيه أنا مؤمنة بده جدا".

"يعني ربنا يديكي شعر أصفر وطويل تقومي تبهدليه!" هذا ما سمعته رؤى هشام، ذات الـ15 عاما، من إحدى مدرساتها بالمدرسة، التنمر كان يلاحقها في كل مكان تذهب له بسبب أنها خلقت بشعر مجعد ليس أملسًا، كانت تسمع تعليقات سخيفة من الأهل و الأصدقاء حتى من ناس مجهولين في الشارع، أصبحت "رؤى" تتجه إلى تصفيف شعرها فقط لتجنب التعليقات السخيفة: "بقيت أحس شعري هايش ووحش من كتر كلام الناس عليه".

ولكن كل هذا كان في بادئ الأمر الآن أصبحت تحب شعرها كثيرًا وتعتني به: "تعليقاتهم مابقتش تهمني أنا شايفه شعري جميل كدا".

"أي حاجة إحنا مخلوقين بيها لايقة علينا حتى لو الناس مش شايفاها حلوة"، هذا ما قالته فرح وليد، 19 سنة، عن شعرها المجعد، موضحة أن كل التعليقات السلبية التي تتلقاها على شعرها لا تعني لها أي شئ، في كل الحالات ستظل تحب شكلها كما هو حتى وإن لم تتلقى إعجاب أحد.

كما أضافت "فرح"، أن التنمر على شكل شعرها بدأ منذ أن كانت 9 سنين، ودائما ما كانت ترى أن المجتمع من حولها يتدخل في أمور لا تعنيه بالمرة: "ماببقاش فاهمة هما بيقولوا رأيهم من غير ما أطلبه ليه؟"، موضحة أن تعليقاتهم السلبية لن تزيدهم شيئًا ولن تنقصها شيئًا فما فائدتها إذن؟

أما سلمى أسامة، الفتاه العشرينية، التي تعرضت للتنمر من أهلها بالأخص منذ أن كانت طفلة بسبب شعرها المجعد، حتى أصبحت تشعر بعدم الثقة وبالكره تجاه شكل شعرها، في ذلك الوقت اتجهت أسرتها الى استخدام مواد كيميائية على الشعر حتى يظل أملسًا، وهذا التصرف أدى الى حدوث ضمور في الشعر وأثر عليه سلبًا.

ولكنها الآن أصبحت أكثر ثقة بنفسها، تحب شكل شعرها المجعد ولا تكترث لما يقال عنه من تعليقات سلبية: "لحد دلوقتي ممكن أسمع كلمة منكوشة دي، بس أنا حابة شكلي كدا فرأيهم مبقاش يهمني، دا شعري أنا وأنا حرة فيه".